لعقود طويلة كانت الولايات المتحدة الأمريكية حُلماً لكل من ضاقت به مدينته ولكل من يتمنى حياة أفضل ولكل من يحلم بالحرية والديمقراطية، كانت الملجأ من الحروب والديكتاتورية ومساحة حرة للعمل والتعبير والعيش بسلام وهدوء بعيداً عن الدبابيس الموزعة في كل الأحياء وعن بعض الحكام الجائرين،

كانت توفر فرص العمل وتفتح أبوابها لاحتضان اللاجئين العرب والأجانب والآسيويين ومن كل بقاع العالم، كانت الجنسيات والأعراق تنصهر في شوارع أمريكا فتجد الابتسامات على وجوه الكل، وتُلقى التحايا الصباحية والمسائية بغض النظر عن لون وجنس وأصل الشخص،

ويقف تمثال الحرية شامخاً بموقعه على خليج نيويورك رامزاً للحرية في هذا البلد ومعلناً عن الترحيب بكل من يقصد الولايات للسياحة أو الهجرة أو غيره، الكثير كان يحلم بالجنسية الأمريكية فيسعى أن يولد أبناؤه فيها ليتمتعوا بالحرية، الكثير تركَ أهله وبلاده ويعمل بجد وحصلَ على (الجرين كارد) ليتأهل للحصول على الجنسية الأمريكية الحُلْم!!

وفجأة تحول الحُلْم لكابوس خاصة لدى بعض الدول الإسلامية والعرب الذين نبذتهم بلد الحرية والملجأ الآمن لهم، وجدوا أنفسهم عالقين في المطارات الأمريكية التي ترفض دخولهم بعد قرار الرئيس الأمريكي الذي استلم مهامه مؤخراً والذي كان منع دخول المسلمين واللاجئين العرب من أولوياته وقراراته الأولى وبذلك يعلن عن عنصريته تجاه المسلمين والعرب وتخليه عن اللاجئين الذين عانوا ويلات الحروب والذين كانوا يحلمون بحياة أكثر أماناً واستقراراً في أمريكا!

ماذا يحدث في بلد الحرية!؟ وهل الحفاظ على أمن البلد يكون بخلق أزمة عنصرية فيه!؟ وهل المسلمون فقط وراء العمليات الإرهابية؟! طالما تدخلت أمريكا في قرارات دول العالم وكانت تقوم بدور الوصي عليها فهل سيعيش الأمريكان بمعزل عن العالم وستكف الحكومة الأمريكية عن التدخل في الدول الأخرى خاصة العربية، وستغلق بابها على نفسها وتحل مشاكلها فقط! هل تقبل الحكومة الأمريكية أن يُعامل الأمريكي بنفس العنصرية وأن يُمنع من دخوله الدول الإسلامية أو العمل فيها!

الإرهاب لا دين له، والمنظمات الإرهابية لا تمثل الإسلام والمسلمين بل تحاربهم وتنبذهم ولا يجوز معاقبة كل المسلمين والعرب بجرم جماعات تمولها وتدعمها بالخفاء دول غير مُعلن عنها،

كما أن المقدسات الإسلامية طالما تعرضت لعمليات إرهابية وفي أمريكا تحديداً فمن المسؤول عنها ولماذا يُطلق عليهم متطرفون وليسوا إرهابيين!؟

الشعب الأمريكي وقف معارضاً على تلك القرارات التي لم يعتد عليها في بلاده التي طالما كانت مُرحبة بالجميع، ونأمل أن لا تتسبب القرارات الأمريكية في انقسام العالم وإشاعة العنصرية والتفرقة بين البشر!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *