الوصاية على الفكر مرفوض
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]
إنّ ما يسمى الأمن الفكري لا يعني سوى فرض قيود على حريتيّ الفكر والتعبير، والقيود إذا تكاثرت في مجال الفكر والعلوم والآداب فإنما تعني إلغاء الحق الإنساني الذي يعترف به العالم كله، وهو حرية التفكير ويتبعه النتاج الفكري الذي يحي الفكر ويعدد ألوانه، مما يدفع المجتمع نحو الإبداع، الذي يرتقي بكل جوانب الحياة، والقيود في هذا المجال يلغي حق الفرد عن التعبير الحر عن أفكاره وما يعتقده، وإذا سلب الحرية أصبح مسلوب الإرادة يسهل قياده، وأصبحت الحياة ذات لون باهت، ولم يحيا فيها فكر ولا علم ولا أداب ولا فنون، ولعل هذا هو ما يشير إلى هذا الركود الذي تعانيه الحياة في بلادنا في هذا المجال الذي لا ترقى الحياة إلا به، وما حدث في نادي القصيم من إلغاء لورقتين بحثيتين عن كل من عبدالله القصيمي، وعبدالرحمن منيف، في ملتقى فكري يعقد في ساحة النادي لمجرد أن أبدى سمو الأمير فيصل بن مشعل رغبة في عدم حضور افتتاح الملتقى، لاعتقاده أن في قراءة هاتين الورقتين إحياء لفكر إلحادي، فبادر النادي إلى إلغاء الورقتين، رغم أن الأمير لم يصدر عنه منع لهما، واستخدم ما هو له حق خالص ألا يحضر ملتقى يعتقد أنه يحي فكر الالحاد، رغم أن دراسة فكر الرجلين لا يؤدي بالضرورة إلى أي إحياء فكر إلحادي ، كما لم يؤد دراسة فكر وشعر كثير من شخصيات بارزة جاهلية في أدبنا العربي، بل رأينا في علومنا الإسلامية استشهاد بأشعارهم، وهي تحمل أفكارهم، ولا نزال ندرس فكر وأدب الكثيرين ممن اتهموا بالإلحاد والزندقة كعبدالله بن المقفع وأبي العلاء المعري وبشار بن برد ولا تزال كتبهم بين أيدينا وتعاد طباعتها، ولا يعني هذا أننا نحي فكراً إلحادياً، وكذا دراستنا لأفكار وفكر شخصيات بارزة في سائر العلوم الإنسانية والطبيعية ممن ليسوا مسلمين، ولهم أثر في العالم، ولا يعني هذا أننا نحي فكراً إلحادياً أو كافراً، فهلا كففنا عن وصاية على الفكر ستقودنا لإلغاء أهم الحريات الذي يقودنا إلى جمود فكري، هذا ما نرجو والله ولي التوفيق ..
ص.ب 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
[email protected]
التصنيف: