النهي عن المباحات تعنت (تقبيل اليد نموذجاً)

• عبدالله فراج الشريف

بين فتوى تعرو عن دليل يقول صاحبها لما سأل عن تقبيل اليد فقال:(ترك التفضيل أفضل، ليس من عادة السلف التقبيل، ترك التفضيل أفضل/ السلام والتحية والمصافحة مع المرأة أو مع محارمها، والرجل مع الرجل أو محارمه من النساء المصافحة كافية، وان قبلت المرأة رأس ابيها فلا بأس، طيب كانت فاطمة إذا دخلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – قبلته وأخذت بيده – عليه الصلاة والسلام، وهو كذلك، أما تقبيل أيدي الناس للتعظيم أو لأنه كبير السن أو لأنه عالم فترك هذا أفضل) وفتوى من علم يقول صاحبها : (وأما تقبيل اليد فلا يجوز انكار مثله، وهي مسألة فيها اختلاف بين أهل العلم،

وقد قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا، وعلى كل حال فلا يجوز لهم إنكار مسألة، وعلى كل حال فلا يجوز انكار كل مسألة، وعلى كل حال فلا يجوز انكار كل مسألة لا يعرفون حكم الله فيها)، الأولى لعالم معاصر توفي قريباً استسهل أن يذكر رأياً في التقبيل عار عن الدليل، اعتمد فيه على كلام مطلق، وهو رأيه، وليس حكماً شرعياً ولا شك، والآخر للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وقد اعتمد فيه على قاعدة شرعية مهمة تقول: لا إنكار فيما ساغ فيه الاختلاف، وعلى اثر عن صحابيين جليلين هما: سيدنا عبدالله بن عباس وسيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنهما، فذكر ان تقبيل يد العالم وذي الفضل الصالح مباح لا ينكر على من فعله، ورد هذا في رسائله، والحقيقة ان تقبيل اليد ليس محرماً ولا مكروهاً، بل هو ثابت عن السلف ففي المذاهب الأربعة لا يرى به بأساً، فقد نقل عن الطحاوي الحنفي في حاشيته على مراقي الفلاح – بعد أن ذكر أدلة جواز تقبيل اليد قوله: (فعلم من مجموع ما ذكرنا إباحة تقبيل اليد والرجل والكشح والرأس والجبهة والشفتين وبين العينين، ولكن كل ذلك اذا كان على وجه المبرة والإكرام، وأما ان كان ذلك على وجه الشهرة فلا يجوز إلا في حق الزوجين، وقال صاحب الدر المختار (ابن عابدين الحنفي) لا بأس بتقبيل يد الحاكم المتدين والسلطان العادل. وقيل سنة، وتقبيل رأس العالم أجود، كما في البزازية ولا رخصة في تقبيل اليد لغيرهما، وقال الامام النووي الشافعي في روضة الطالبين:
واما تقبيل اليد فان كان لزهد صاحب اليد وصلاحه وعلمه وشرفه وصياغته ونحوه من الامور الدينية فمستحب وقال ابو بكر المروزي الحنبلي في كتاب الورع: سألت أبا عبدالله يعني احمد بن حنبل عن قبلة اليد فلم ير بأساً التدين، وكرهها على طريق الدنيا، فقد قبل ابو عبيدة يد عمر بن الخطاب، وذكر الامام البهوتي في كشف القناع إباحة تقبيل اليد والرأس تديناً واكراماً واحتراماً، وعن علي بن ثابت قال: سمعت سفيان يقول: (تقبيل يد العالم والعادل سنة، والروايات في هذا كثيرة جداً، فقد قبل الصحابة رضوان الله عليهم يد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقبل بعضهم يد بعض، وقد صنف العلماء في هذا كتباً عدة، فألف الحافظ محمد بن ابراهيم المقرئ المتوفي سنة 381هـ كتاباً في إباحة تقبيل اليد وغيرها أسماه: الرخصة في تقبيل اليد، وذكر فيه لاباحتها ثلاثين حديثاً ما بين صحيح وحسن وضعيف هي عمدة المبيحين، وألف العالم المحدث محمد بن زياد المعروف بابن الاعرابي المتوفي سنة 340هـ اسماه (القبل والمعانقة والمصافحة) ذكر فيه اباحة تقبيل يد العالم والعبد الصالح وذكر الأدلة على ذلك من احاديث وآثار تثبت ذلك، وألف المحدث عبدالله بن محمد بن صديق الغماري المتوفي سنة 1995م كتاباً في اباحة تقبيل يد العالم والعبد الصالح أسماه (إعلام النبل بجواز التقبيل ورد على من انكر ذلك.
ويعلم من هذا كله ألا ورود للنهى عن تقبيل يد العالم والحاكم العادل والصالح من عباد الله والزاهد في الدنيا.
وكتب من المعاصرين السلفي المصري الاستاذ عمرو عبدالمنعم سليم كتاباً أسماه (أحكام القبل والمعانقة والمصافحة والقيام، ذكر فيه إباحة تقبيل يد العالم والعبد الصالح، ويظل أن النهى عن ذلك في ظني هو المحرم لانه ينهي عن مباح ثابت بالدليل وبعض العلماء يراه سنة.
فهل كففنا عن مثل هذا مما يثير خلافا بين الناس لا معنى له هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.
ص. ب 25485 جدة 21488 فاكس 64074043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *