النقد وما يلزمه من أخلاق

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حبيب علوي[/COLOR][/ALIGN]

في ظل المتغيرات التي طرأت على عالمنا العربي ومن ضمنه مملكتنا الحبيبة حرسها الله من قفزات في عالم الاتصالات وانفتاح في انتشار القنوات ظهرت لنا بعض التجاوزات الأخلاقية على قيمنا التي ترسخت قواعدها من قبل في أذهان أفراد مجتمعنا المحافظ ذي القيم الاسلامية السامية. فما نلاحظه الآن في الآونة الأخيرة ذاتاً في الوسط الأدبي بأن هناك فئة ممن أطلقوا على انفسهم مسمى (نقاد أدبيون) غافلوا الزمن ونصبوا أنفسهم أوصياء على عالم الحرف تحت مسمى (النقد الأدبي) وأمتطوا صهوة هذا الجواد الجامح فبدلاً أن نرى منهم نقداً موضوعيا منطقياً نزيها موشحا بوشاح أخلاقي رجولي متمتع بألفاظ أدبية إسلامية بعيد عن ملامسة شخص (المنتقد) وتجريحه بكلمات تتنافى مع قواعد أدبيات النقد الهادف الذي يثرى الساحة الأدبية نرى استعراضاً لقدرات الناقد والظهور بمظهر الملم بكل ادوات النقد ان كانت كتابية او أوزاناً شعرية حتى وإن كان هذا النقد الجارح على حساب كرامة الآخرين وتجريحهم بكلمات خارجة عن قواعد الرجولة الأخلاقية والقيم الاسلامية ومن هو؟ ذلك الكامل الذي لا يخطيء سوى سيد هذه البشرية (محمد) صلى الله عليه وسلم بينما لو وضع هذا الناقد في موقع (المنتقد) وطلب منه أن يأتي بأفضل مما أتى به (المنتقد) لأجاب متلعثما أنا قد خلقت ناقدا ولم أخلق كاتباً أو شاعراً. أنا خلقت كي أجرح الناس وأقذفهم بأردأ الألفاظ وأحط من قدرهم أمام القاصي والداني حتى لا تقوم لهم قائمة بعد الآن وقد رأينا الكثير من هم على هذه الشاكله ذات الفئة الذين هم (قاب قوسين أو أدنى) من ملاقاة وجه ربهم الكريم متناسياً هذا الناقد بأنه مرآة لنفسه أمام المجتمع فان أتى نقده جميلا وضع فوق الرؤوس وان كان خلاف ذلك ينظر له بمنظار آخر ولكننا في هذا السياق الأدبي لا نملك الا ان نذكر هذا الناقد ومن هم على شاكلته ما قاله الشاعر الجاهلي ذو القيم الحميدة.

لسانك لا تذكر به عورة إمريء
فكلك عورات وللناس ألسن

او كما قيل في الحكم
وما من ناقد الا سيفنى
ويبقى الدهر ما خطت يداه
فلا تنعت أخيك بغير لفظ
يسرك في القيامة أن تراه

وقفة:
لا تظلمني إذا ما كنت مقتدراً
إن الظلوم على حد من النقم
تنام عينيك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
عضو النادي الأدبي بجدة
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *