النظام والعلاقات الإنسانية !!
نحن نعلم جميعاً أنه لا يمكن لأي عمل من الأعمال، أن يُنّظم، وينتظم، وفي مساره يدوم، ويستمر، ولا يمكن لأي هدف من الأهداف أن يُدّقق، ولا لنتائجه أن تتحقق كما رُسم له وخُطط ، إلا بوجود تعليمات وبنود، و لوائح وحدود ، وهذا مايسمى إصطلاحاً( النظام) !!
وبناءً عليه، فمعظم الجهات الحكومية، وأغلبها، بل أكبرها، وأقدمها، تضع المعيار الأول في العمل، والتعامل صاحب المكانة والحضوة والتبجيل ( السيد النظام) وهذا شئ جيد بل ممتاز !! ولكن ذلك الإتجاه، وهذا القرار، لا يفعّل بالشكل الحاد والصارم إلا على طالب الخدمة أو المنتج، ممن لا يعرفه حامي النظام، ومراقب الدوام !! فترى المشرف على النظام لسانه يقول، وحاجباه لذلك الأمر تشير: ( هذا النظام !!) أو يعلو صوته الرنّان ( النظام لا يسمح!!)، بينما تستخدم لمن يحمل في جعبته كرت ( واسطة) عبارة ( النظام مرن!!)، أو ضرورة تطبيق ( روح النظام!!)، ويشاركهم في ذلك بعض المؤسسات والشركات الأهلية ( الخاصة) !!
فلا نظام يُطبق على الكل، ولا مرونة تشمل الجميع! بل هناك مساران وخطان متوازيان، أحدهما النظام، والآخر المرونة ( الواسطة) !!
وبذلك تم تجاهل القاعدة الذهبية لنجاح كل الأنظمة، وكل الأعمال، وكل الوظائف، بل كل المشاريع الحكومية منها والأهلية !! وهي قاعدة (العلاقات الإنسانية)!!
نعم إن تقدير الإنسان، والاهتمام به، من خلال تقدير ظروفه الخاصة، وهو مايُسمى العلاقات الإنسانية له أثر كبير جداً، بل وأساسي في تحقيق نتائج إيجابية ومكاسب عالية، وقفزات كبيرة، في شتى المجالات !!
وعليه؛ وطالما أن هناك تقصير واضح في تطبيق النظام بمفهومه الصحيح، فإن تغيير الإتجاه، والتوجه نحو إعطاء مفهوم العلاقات الإنسانية، القدر الكافي من الاهتمام الحقيقي، والفعلي، لهو كفيل بتغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة، والسلوكيات الخاطئة، والنظرة السلبية، نحو العمل وأنظمة العمل !!
فهل سنرى قريباً التفعيل لهذا الجانب من قِبْل الجهات الحكومية، والأهلية، وأصحاب العمل !! نتمنى ذلك !!
الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000
التصنيف: