المقاومة والممانعة السلبية

• عبدالله فراج الشريف

عبدالله فراج الشريف

ظللنا منذ عام 1948 نعلن الا صوت يعلو فوق صوت معركة، أردنا بها استرداد ما سلبه العدو الصهيوني من ارضنا المقدسة في فلسطين بالاتفاق مع قوى عظمى دولية ، وحرض هذا كثير من انظمتنا العربية، خاصة ما نشأ منها بعد هذا التاريخ أن توقف كل تحديث أو تطوير لانظمة حكمها المستبدة ، بل وانتهكت حقوق المواطنين انتهاكاً لم يقم به المستعمر قبلها ، وكرست الاسلحة ولم تستعمله قط في استرداد الحقوق المسلوبة، وانتشر قمعها لشعوبها بقسوة لم تعهد في هذا العالم المعاصر ، والحجة الجاهزة أن المعركة لها الأولية، ولكن المعركة لا تحدث في الغالب، وما حدث من معارك أدت في النهاية إلى هزائم متلاحقة ، لا تزال بعض اقطارنا العربية تعاني من نتائجها حتى يوم الناس هذا.
وحينما اعلنت جبهة الصمود والتصدي من دول أربع منها اثنتان احداهما لم تدخل في حربٍ مباشرة مع العدو الصهيوني قط بعد حرب عام 1948، التي فشلت فيها جميع دولنا العربية المنظمة آنذاك الى الجامعة، والاخرى دخلت حرباً احتل العدو فيها جزءاً مهماً من ارضها، ولم تسمح منذ احتلاله ارضها بان تطلق عليه رصاصة واحدة عبر حدودها، والدولتان الأخريان وان دخلتا معارك متعددة مع العدو الصهيوني، الا انها لم تنجح قط أن تصل الى حدوده، لا أن تتجاوزها الى الداخل المحتل من ارضنا ارض فلسطين، واصبح الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة عناوين مفرغة من محتوى حقيقي، يشهد لمن يرددها انه يعمل بجد لاسترداد ما سلب من ارضنا ، او ان ينصر اخواننا الذين يتعرضون للاضطهاد المستمر، واكتشفت الشعوب ان ما تكدس من اسلحة من ارضها لم تعد للعدو بقدر ما أعدت لمواجهتها اذا هبت للمطالبة بحقوقها.
والشعوب اليوم اصبحت أكبر وعياً ولم يعد يخدعها أحد يتمنى ممانعة أو ممانعة سلبية لافعل لها في مواجهة العدو المباشرة، ولن تبذل بعد اليوم تأييدها لاحد لمجرد اعلان للمانعة أو المقاومة عبر خطط رنانة، فلا تستعاد الحقوق بهذا وإنما تستعاد بعمل جاد مخطط له، فهل هذه الانظمة تعي ذلك، هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *