مابين فترة وأخرى يصدر قرار عن مجلس أعيان عيال حارتنا مفاده حرمان شخص او اكثر من اللعب وذلك بسبب مخالفته القوانين أو بسبب تمرده على صاحب الكرة والذي يعتبر صاحب الزمان في حارتنا.
من ضمن القوانين الصارمة في حارتنا، قانون ” اللي يسطح الكورة، يجيبها”
أثناء لعبنا بين البيوت وسط الحارة يتكرر أن تقذف الكرة عالياً الى سطح أحد البيوت. في هذه الحالة يكون لزاماً على من قذفها أن يعيدها.
مهمة إعادة الكرة تختلف صعوبتها أو سهولتها حسب أصحاب ذلك البيت وما اذا كان أحد أفراد البيت مشاركاً في اللعب أم لا.
فإذا كان الحظ تعيساً، طارت الكرة على سطح بيت عّم أبو سعدية. رجل شراني يمشي يرعد ويزبد وَيَا وَيْل من يقف في طريقه ولَم يكن له اولاد وكان يكره الكرة فإذا وقعت الكرة في بيته فمصيرها المحتوم أن تقطع بالسكين امام اعيننا الدامعة المتوسلة. وبذلك يصبح من قذف الكرة ملزماً أن يشتري كرة أخرى على سبيل التعويض.
مرة من ذات الامارير، ذهبت الكرة الى ذلك السطح المشؤوم فاتفقنا ان نلزم الهدوء وننتظر خروج عّم ابو سعدية وبحكم أنه لا يوجد في البيت إناث سوى زوجته وهي في سن جدتي، نستطيع ان نتسلق البيت من الخارج الى السطح وإحضار الكرة وتصدى للمهمة اثنان من الشجعان وصفقنا كثيراً لشجاعتهما. ولكن عاد العم ابو سعدية سريعاً عكس ماكان متوقعاً وكان احدهما قد بلغ السطح اما الاخر فكان لايزال يكافح صعوداً.
بعد إذنكم لازم أشرد بسرعة والبركة في مفهوميتكم وخيالكم.

التصنيف:

One Response

  1. ذكريات جميلة يا ابو احمد. اتذكر ان صاحب الكورة يكون غالبا سمين أو ما يعرف يلعب و دايما يشارك أساسي و اذا احد زعله يشيل كورته و يطلع البيت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *