بقلم أ.د. بكري بن محمد العمري

يحمل الصيف معه لشبابنا أسباب الراحة والاسترخاء كما يحمل معه اسباب الضيق والتوتر كل شيء يدعو الى الكسل ونفاد الصبر.

وفي هذه المناسبة الصيفية اقول للشباب ان الحل في جعل الصيف ممتعا ومفيدا هو اختيار الكتاب صديقاً لك للصيف مترجماً مفهوم (الولع بالقراءة).
لا أظن أن أحداً يماري ان القراءة أفضل وأرقى فعل يمارسه الانسان، منذ خلقه الله وزوده بالعقل والاحساس والملكات، وأي فعل آخر مهما بلغت اهميته تابع لها ونابع منها.
إن جوهر هذا المثل الجميل الواقع هو تشجيع القراءة وجعلها مشروعاً قومياً يكون عنوانه “الكتاب خير صديق” والحق ان برنامجاً للقراء يجب ان يتسم هدفه منذ البداية تشجيع الشباب على القراءة وجعل هذا البرنامج مهرجاناً شبابياً.
فالواقع يؤكد ان الذي ينقصنا جميعاً بما في ذلك الشباب الذي يمثل الشريحة الواسعة في تعداد السكان هو اننا لا نقرأ، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لما نعانيه من تخلف في التنمية الثقافية.

لاشك ان مشروعاً قومياً للشباب في الصيف يحمل عنوان “الكتاب صديق الصيف” سيمثل نقلة نوعية لشبابنا على مختلف أعمارهم، وحين ندعو لإطلاق مثل هذا المشروع الثقافي لغرس بذرة “الولع بالقراءة، لدى الشباب صيفاً هي جزء أصيل من عملية تنمية الشباب في اطار التنمية الشاملة.

ونحن عندما نطالب شبابنا في الصيف وغير الصيف بالقراءة في كل الاوقات وجعل الولع بالقراءة اسلوب حياة، فاننا نطالبهم بواجب من أهم واجباتهم التي تؤهلهم لحل مشكلات الواقع والتحدي بكفاءة لمواجهة تحديات المستقبل.
والولع بالقراءة هو نوع من أساليب الحياة المحمودة التي يقوم بها الانسان وهي المقوم الاساسي في تدعيم الثقافة ، وتوازن الشخصية وبدلاً من ان يعتمد الشاب على المعلومات الشفوية التي قد تكون صحيحة او مخطئة، فالقراءة هي المصدر الصحيح دائماً، والذي يُسمح للعقل ان يفكر ويقارن، ويكون رأيه الخاص به. ومن هنا يصبح من يقرأ كثيراً أفضل ممن يقرأ قليلاً، وبالتالي من لا يقرأ على الاطلاق. وهذا هو السبب الذي يفرق بين مجتمع مثقف، أي قارئ أو مولع بالقراءة – أياً كانت – سياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية شبابية، مجتمع جاهل أو متخلف، أي غير قارئ – غير مولع بالقراءة.

فشاب يفقد (الولع بالقراءة) يفتقد الخيال والمتعة الفكرية، فهو إذن لا يقرأ اطلاقاً لغياب اساس (الولع بالقراءة) لديه فانه يعتبر متوقفا عن النمو العقلي والفكري لذلك فان تنمية شعور الاحساس بالولع بالقراءة يعتبر علامة فاصلة في مشروعنا الثقافي وسيكون الرهان الاكبر لشباب المستقبل في بلادنا.

خلاصة القول.. ان ممن يقرأ كثيراً أفضل ممن يقرأ قليلا، وبالتالي أكثر تطوراً من لا يقرأ على الاطلاق، وهذا هو الذي يميز بين شاب قارئ وشاب غير قارئ، وستعرف لماذا الحديث عن غرس بذور الولع بالقراءة؟ وبلا حماية ستعرف ان القراءة والولع بها هي الوسيلة لجعل الفرد قادراً على الفهم وبالتالي ان يفكر وينبش عصره في المشاركة في بناء وتقدم مجتمعه ولا يكتفي باستخدام أدوات الحضارة المعاصرة ومظاهرها – المحمول الفضائيات، السيارة، والتسوق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *