القوة الناعمة في مدينة الضباب

أ. د. بكر بن عمر العمري
لاشك أن كل سعودي تغمره السعادة والشعور بالرضا بما بثته وسائل الاعلام عن ما عبر عنه برنامج “القوة الناعمة السعودية” عن الوحدة الوطنية السعودية في صور مبهرة عن التلاحم التاريخي بين السعوديين في صور الفخر والثقة أمام الشعوب الاخرى التي شاهدت ما قدمته القوة الناعمة للثقافة.
وفي اطار الاعجاب الهائل للثقافة السعودية على ارض ملعب المباراة بين الهلال والاهلي ستظل الثقافة هي الاساس الأقوى الذي يقام عليه بناء وتقدم اي مجتمع من المجتمعات، وان اية تنمية في اي وطن من الاوطان بدون ثقافة ابنائه تنمية عرجاء.
وفي ضوء هذا الاهتمام جاءت استراتيجية (2030) بالثقافة وتعاظم صناعتها. لذلك شاهد الحاضرون في الملعب ان ما طرحته البرامج التي شاهدها قبل المباراة ان الامة السعودية امة عربية واحدة، حلم يراود افئدة الملايين من السعوديين منذ فجر تأسيس المملكة، بانها امة الحضارات ومهبط الرسالة الاسلامية وانها اصل التراث والثقافات وهي الامة التي حباها الله سبحانه وتعالى بنعمة الخيرات الارضية بما تختزن من كنوز الذهب الارض الاسود ومن خير وطيب الثمرات.
لذلك جاءت تنمية الثقافة في اطار برنامج (2030) بانها اسلوب حياة وهي نزعة غريزية تختزن عناصرها داخل النفس البشرية وتظهر آلياتها في مختلف التحركات والانشطة على الصعيد المحلي والدولي، وتجول كادرها في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والعملية، وذلك حتى تشمل كل شيء في الوجود تدعم القوة الاقتصادية.
وفي هذا الاطار الاستراتيجية (2030) جاء مفهوم الثقافة الشامل وتأكيد دورها في صياغة الحياة العصرية وفعل التطور والتحديث لمفهوم اركان ومبادئ استراتيجية (2030).
ومن هنا نقول ان ربط القوة الاقتصادية بالقوة الناعمة هي ترجمة حقيقية وانعكاس فعال وواقعي لحركة الوعي لدى المواطن من اجل تصعيد غريزة الحلم الجميل الذي قصدته مفهوم القوة الناعمة لدعم القوة الاقتصادية، في وحدة الكلمة ووحدة المصير، ومن اجل الوقوف على ارض العلاقات بين الامم لطرد السلبيات واحلال الايجابيات وهو ما لمسه المجتمع البريطاني في صهر الآمال وتوحد الطموحات مع كل ذلك قمة الحضارات المعاصرة.
إن عزم مفهوم استراتيجيات (2030) هو عزم المملكة على توحيد الكلمة وصياغة الحاضر الجديد للامة السعودية على ابراز ملامح التراث السعودي واعلاء قيمته في المحيط الدولي، وان ذلك لم يأت من فراغ وانما جاء من ايمانها بأن التعاون الدولي الفاعل تحتم ويتحدد من بدأ من القوة الاقتصادية يدعمها القوة الناعمة للثقافة في اطار لقاء ثقافات ومهرجانات الرياضة في بوتقة واحدة تضم كل دول العالم.
لقد جاءت تعليقات المحللين الدوليين على ما شاهدوه من برنامج القوة الناعمة التي اضاءت معالم عاصمة الضباب بانه اتجاه وسلوك مطلوب دعمه في كل المناسبات الرياضية والثقافية والمهرجانات التي تضم العقول ويتوحد فيه افئدة شعوب العالم.
وهكذا فقد ضربت المملكة مثلاً يحتذى به في وضع حلم التضامن الدولي على خريطة الدولي الواقعي الملموس وسياسة واعدة صادقة مدروسة تبدأ من التعاون الاقتصادي الاستثماري مروراً بوحدة الثقافة كأسلوب داعمة للحياة العصرية.. اشياء كثيرة تجمعنا نحن السعوديين بكل اطيافنا وملبسنا ومأكلنا ومجلسنا وهو مشاهدة الجمهور في ميدان المباراة في صورة مبهرة من التلاحم التاريخي بين السعوديين.