قال لي صديقي ان احدي قريباته اتتها مكالمة هاتفية من مدرسة ابنتها الخاصة تطلب منها التوجه الي المدرسة علي عجل لان ابنتها ارتكبت حماقة كبيرة بمخالفتها انظمة المدرسة .. وان ادارة المدرسة اضطرت ان تجرمها وتحرمها من مشاركة زميلاتها للاستمتاع بالفسحة واجبروها علي المكوث في الفصل حتي انتهاء الفسحة ..

وذهبت الام الي المدرسة لتكتشف ان ابنتها تفتق ذهنها عن فكرة ذكية لكي توفر المبلغ المطلوب لشراء هدية الأم ..؟؟ فقامت برسم بعض الصور ولونتها وعرضتها للبيع علي زميلاتها مقابل ريالين لكل صورة؟ حتي تتمكن من تجميع مبلغ شراء الهدية ..!

والظريف في الامر ان زميلتين لها دفعتا ريالا واحدا عن كل صورة بعد مفاوضات معها وكان لها صديقة ثالثة اعجبت باحدى الصور ولكنها لا تملك الريال المطلوب فقامت الطفلة باهدائها الصورة مجانا هدية منها. فلاحظت المشرفة الاجتماعية مايدور بينهن واخبرت مديرة المدرسة والتي امرت بالقبض على الطفلة ومعاقبتها ..

اسمحوا لي ان انوه ان هذه الواقعة لم تحدث هنا في بلدنا .. ولكن الهدف من سرد هذه القصة ليس للمطالبة او تشجيع عمليات البيع والشراء بين الطالبات في المدارس ..الا انني اناقش كيف يمكننا ان نعالج ونستثمر الافكار الابداعية والنوايا النبيلة لطلابنا وطالباتنا في المدارس وان نجعل من تلك الهفوة .. فرصة توجيهية ودرسا انسانيا تربويا يحفز الاطفال علي تعزيز روح المبادرة والابداع في فكرهم وعقلهم ..ونفوسهم ..

علمت بالامس ان الطفلة امتنعت عن الرسم مطلقا بعد تلك الحادثة بالرغم من المحاولات المستميتة من الام لاعادة الثقة في نفس الطفلة .. إلا انها باءت بالفشل!!

ساطلق لكم العنان في التفكير الحر المبدع في طريقة توظيف هذه الحادثة واستثمارها ايجابيا ..
واخيرا.. كثيرا ما نتداول مفهوم القتل الرحيم .. بالنسبة للمرضى الميؤوس من شفائهم. إلا انني ازعم ان قتل الافكار لإنسان حي مبدع هو ..القتل الرحيم بعينه …

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *