علي محمد حسون

هذه لزوجة البحر.. الذي تتلاطم أمواجه على صخور الشاطئ.. بعنف لتعود مرة أخرى في عملية دائرية دون أن تنتهي.. وهذه «المروحة» الصاخبة في صوتها لم تفلح في تخفيف هذه «اللزوجة» ورواد «المقهى» تكاد تعدهم على أصابع يديك.. فالجو الخانق لم يدع مجالاً للتنفس.. فهربوا منه، آخرون احتموا بسياج من «النايلون» زرعت في داخله بعض أجهزة مكيفات الهواء لعل وعسى.
كانوا ثلاثة أصدقاء.. يقضمون أو يقتلون وقتاً في هذا الطقس شديد الرطوبة.. عندما راح أولهم يعدد ما تعرض له من محاولات نصب بارعة.. فذات يوم اتصل به أحدهم قائلا له إنني أواجه إشكالية خانقة واحتاج إلى مبلغ من المال.. «حدده» وبكل أريحية بعثت له بما أراد لاكتشف بعد أيام إن هذا الظرف الذي يمر به قاله لاكثر من صديق ليجمع مبلغاً كبيراً من المال ليطير به إلى إحدى الدول لقضاء الصيف هناك.
الثاني قال : أنا أكثر عجباً منك لقد كنت ضحية لاحدهم عندما ادعى أن والدته في المستشفى لإجراء عملية جراحية وان المستشفى يريد مقدم عملية في حدود عشرة آلاف ريال.. لأكتشف في اليوم التالي أنه في بيروت.
الثالث وكان مستمعا جدياً لأكثر من قضية بينهما.. قال أما أنا فقد أخذ مني أحدهم مبلغ خمسين ألف ريال.. وأعادها قبل شهر بالتمام والكمال ليعود لي بعد ثلاثة أشهر تقريبا ليطلب مني المبلغ مضاعفاً واعطيته وأنا مطمئن بأنه صادق مع نفسه ومعي.. ولكن.. ذهب.. وذهب معه المبلغ.. وبرضه كان الوقت صيفاً لافحاً.
هذه النوعيات من «الناس» كيف تضع هذه.. الفخاخ لأصدقائها وكيف تكون سوية مع نفسها قبل غيرها.. هل هو نصب صيفي.. أم «بلطجة» معتاده؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *