الصداقة قد تتحول لحب ولكن هل الحب يتحول لصداقة ؟؟

نيفين عباس

هل من الممكن أن يتحول ذلك الصديق الذى يبادلنا كافة تفاصيل الحياة ويشاركنا الأيام بحلوها ومرها إلى حبيب ؟؟ وهل من الممكن أن يتحول ذلك الحبيب الذى كان بالأمس صديق مقرب إلى صديق مرة أخرى ؟؟ أيهما أقوى سُلطة علينا القلب أم العقل ؟! لا يجيب على ذلك السؤال سوى بعض الأقوياء فقط ولكن ! ، هل هناك ما يستوجب أن نعيش فى كل تلك المشاعر المتضاربة والمعاناة من أجل شخص لم يقدرنا أو يشعر بنا كأصدقاء أو حتى أحباب !

الصديق هو رفيق الدرب الحقيقى وليس الحبيب كما يعتقد البعض ، فالرجل قد يأتى عليه وقت عزيزتى حواء ويخونك مع إحداهن أو تتبدل مشاعره تجاهك ، أو يعتبرك فقط أداة لتمضية الوقت والتسلية ، والمرأة قد يأتى يوم وتهجر ذلك الرجل لأنها شعرت معه بالملل أو عدم الأمان أو وجدت من أجدر بقلبها منه ، هناك ملايين الأسباب للهجر بين المتحابين أبرزها الخيانة ، عكس الصديق ، ذلك الشخص الوفى الذى لا تذرف دموعنا إلا أمامه فأقصى لحظات الضعف التى نعيشها بسبب الخذلان وخيانة البعض لا نعيشها ويتقاسمها معنا سوى الصديق ، مع مرور الوقت يبدأ القلب والنفس فى التعافى بعد أن شد ذاك الصديق من أزرنا ، ومع مرور الوقت تبدأ مراحل الصداقة تتطور حتى تصبحوا جسدان وروحٍ واحدة ، تحول الصديق لحبيب من أصدق أنواع الحب ولكن من أبشع المأسى التى نعانى منها بعدما يقرر أحد الأطراف عودة ذلك الحبيب الذى شاهدنا فى كل الحالات إلى صديق مرة أخرى ، فإخراجه من القلب ووضعه فى خانة الصديق العزيز الذى لا يرحل أو يتغير أمرٌ شاق للغاية خاصة إن قرر أحد الأطراف جعله فى تلك الخانة مرة أخرى ليس طواعيه أو إختيار منه بل بالقسر بعد طعنه خيانة نافذة منه أودت بالحب للأبد ، هناك الكثيرين لا يستطيعون النجاة من تلك الطعنة ويقررون فى لحظة إنهيار إخراجه من الحياة للأبد لا صديق ولا حبيب ، ولكن هناك فقط القليلين الذين يستطيعون إجتياز تلك الطعنة ويتعافون منها ويصمدون ليس حباً فى هذا الشخص ولكن فقط للتعود على وجوده فى الحياة ، قد تحمل بعض الحالات حب عميق يفوق ألم الخيانة يجعل صاحبه يتحمل الكثير من المعاناة فقط من أجل وصل الصديق الحبيب السابق ، فى الحب لا تجزئة ، لا درجات ، لا تحليق إلا فى السماء ، لذلك الحب لا يقبل إنصاف الحلول إلا محب مخلص أو صديق أو لا شيئ مما سبق ، ما نصل إليه أن من الممكن أن يتحول الصديق لحبيب ثم لصديق مرة أخرى فقط لهؤلاء الذين تخدروا من الألم وأمنوا بالأمر الواقع وهو أن دوام الحال من محال فكل شيئ يتغير ما المانع من تغير الصديق والحبيب أيضاً !! ولكن هؤلاء الذين لا يقبلون عودة الحبيب صديق مرة أخرى شتاؤهم بلاصيف ، إبتسامتهم مزيفة ، فقدوا أنفسهم بعدما كان هناك شخص يبادلهم كل المشاعر ويفهم ما يدور فى خاطرهم دون حتى أن يتحدثوا ، هؤلاء أدعوا الله لهم بالصبر والسلوان على ما أصابهم فهم أحياء ولكن أموات ، فمن الصعب بل والمستحيل أن تجد صديق حقيقى تلك الأيام فما بالك إن أصبح بنكهة حبيب ثم العودة مرة أخرى لصديق !! إن سمح قلبك من الأساس له بذلك

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *