الشيخ العريفي «ما قبش قديد»
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]
من شروط الدعوة إلى الله أو مايسمى بلغة العصر ( ناشط دعوي) الإخلاص ووضوح الهدف ومسألة الإخلاص تبقى بين العبد وربه أما مسألة الوضوح فلا بد أن تكون ما يميز الداعي حيث يظهر أن من يعيش في هذا العصر سيمر عليه كل يوم ما يثير الدهشة وأنه من الصعب ان يجد مسطرة يقيس به توجه بعض ممن كنا نعتقد انهم رموز وانهم صانعو رتم نهج الحياة التي يعيشها المسلم في أجواء إيمانية صافية ذات رواسب وبعد شرعي ناصع البياض ، لا تغيرات تعصف بأية ثقة يحاول ان يزرعها الشخص في ذاته لإولئك الذين ملأوا الفضاء ضجيجا وخلقوا حولهم جماهير افتراضية ولا تمت للواقع بصلة ، وراحوا بقصد او بغير قصد بتوظيف الدين لخدمة ظاهرة غريبة ومريبة والشيء المؤلم حقا أن نرى بعضاً ممن زرعنا ثقتنا بهم والبعض بهم فيما مضى ليكونوا مشاعل المستقبل ، لنجدهم في الأخير يتسابقون على منابر الولاءات الواهمة ، بالأمس وإبان ثورة الليبيين الاحرار ضد معمر القذافي وهو في النزع الأخير رأينا أحد شيوخنا الافاضل يتصدر الإعلام الليبي الرسمي آنذاك ويقسم بالله أن الثوار محصورون فقط في بنغازي وأن طرابلس وجميع المدن الليبية تحت سيطرة القذافي وانه يدعو مشائخ السعودية لدعم القذافي وتبيان المخاطر من وراء إسقاطه حسب زعمه ، رغم أن القذافي نفسه ادعى ان ليبيا عمق إسرائيل وأي سقوط للنظام يلحق الخطر بإسرائيل، وماهي إلا أيام وكان القذافي في عداد الراحلين رئاسة وروحا ولا ادري كيف وارى ذلك الشيخ تلك السواءة التي تعجل في خطب ودها.
اليوم وعلى ذات الطريقة وإن اختلفت الاوضاع نرى شيخا فاضلا بحجم الشيخ محمد العريفي يشد الرحال ويسابق المصريين على منابرهم وإعلامهم وعلى طريقة الشيخ سالف الذكر يمجد ويمتدح بل و يدعو السعوديين للاستثمار في مصر ، وهذه الصورة ليست جديدة على الشيخ العريفي فقد شاهدناه من قبل في سوريا واليمن وبنفس اللغة والنهج والمنهج ويلبس نفس الثوب كل بلد على حدة وكأنه البلد الأوحد ولا أعلم من فوض هؤلاء للتحدث باسم السعوديين بهذه الصورة المكررة ثم يعطي إشارات مسمومة حول استثمارات بلده وطريقة ودائعه وكأن وسائل الاعلام لاتسجل وذاكرتها تمحى سريعا ، ثم الاهم ما علاقة الدعوة بالسياسة ، وهل شيخنا العريفي او من سبقه او من معه او يعقبه ، يتغافلون وعي ومدارك شعوب تلك الدول وأن تسويق هذه الخطب سابقة الصنع لا يعد تميزا بل اخطاء يقع فيها اولئك وهم كما نحسبهم ولا نزكي على الله احداً أهل علم فكيف بالعامة ، وهل يجهل الشيخ العريفي ان هنالك مستثمرين سعوديين ويشكلون ثقلاً في اقتصاد مصر الشقيقة وعن طواعية ، أم انه تنافس في دائرة (الظواهر الصوتية) التي تملأ الكون ضجيجا لمجرد الظهور عبر المنابر ووسائل الإعلام وبخطب لا يتبدل فيها غير مسميات الدول ، وإذا كان الشيخ العريفي يدرك حقيقة ما يقوله ويؤمن به كما نؤمن أن للمصريين فضائل سامية ومتبادلة مع كل أقطار العالم في عالم تجمعه المصالح التي هي وقود السياسات الناجحة ، فلماذا يذهب يبيع الماء في حارة السقايين ، لست قاسيا ولكنني متألم لهذه الحال وهذه الصفعات التي يوجهها لنا بعض مشايخنا بين فينة وأخرى ، اندفاع غير محسوب أو تناقض غير مأمول نشعر انه نتاج عاطفة جامحة او نزوة طارئة او ربما اهداف بعيدة المدى وذات محاذير يجب التنبه لها.
لقد وضع العريفي نفسه في مرمى قذائف الإعلام المصري حتى انهم بلغة الأغلبية قالوا ( العريفي ما قبش قديد ) بل من ذهب إلى ابعد من ذلك واتهم العريفي بأنه طائفي ومذهبي واستشهدوا بمقاطع من خطبه وانتقائية في ابيات الشعر التي استشهد بها ، وان لديه خطبة واحدة قد يعممها على عشرين بلدا عريبا ويضع دول الخليج في شبهة الاتهام فصوت العريفي الجهوري ولا جمهوره الافتراضي لم يغط على سلبيات تعجله واستعجاله وكثرة قفشات الهمز واللمز التي رسمها حوله ويتندر بها مثقفو مصر هذه الايام ، وما إذا كان لكل ربيع عربي يكون للشيخ العريفي معه هرج ومرج ، هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ـ 8894 ـ فاكس ـ 6917993 02
التصنيف:
