الشؤون الإسلامية .. ومعرض الكتاب

• صالح المعيض

لاشك أن قطاعات الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والأوقاف من ركائز الدولة وأسس أركانها، وأحد الوجوه المشرقة لتمسكها وأصالتها ، فأنشأت لها الدولة وزارة مستقلة مدعمة بأجهزة ضخمة وكوادر وكل ما تتطلبه وزارة تتبنى مسؤليات جسيمة تنمي وتدعم العقيدة السليمة ، وتعهدتها الدولة بالرعاية والدعم والتطوير ، منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، ثم أبنائه البررة من بعده ، إلى أن وصلت إلى عصرها الزاهي وقوتها الحاضرة على يد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني.
وقد توج هذا الدعم والتطوير صدور الأمر السامي الكريم في عام 1414هـ بفصل وزارة الحج عن الاوقاف وإنشاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتتولى كل ما له علاقة بالشؤون الإسلامية وشؤون الأوقاف والمساجد والإرشاد والدعوة إلى الله ، ولكي تقوم بخدمة بيوت الله ورعاية الأوقاف وتطويرها ونشر الدعوة ، والاهتمام بالقضايا الإسلامية ، والتواصل مع الجمعيات والمراكز الإسلامية ، والتعاون معها فيما يعين المسلمين على القيام بعبادة الله وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهدي الخلفاء الراشدين من بعده ، والإشراف على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وترجمة معانيه ، وطباعة الكتب الإسلامية وترجمتها وتوزيعها، ورعاية الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وإقامة المسابقات القرآنية لحفظ كتاب الله .
والحقيقة والحق يقال أن هنالك قصور واضح في كثير من الجوانب ، والمتابع للمعطيات اليومية عبر وسائل الاعلام التي تتناول مهام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، يلمس إعلان كثير من المحافظات تعثر المشاريع خصوصا مشاريع الصيانة التي تستنزف الكثير من ميزانية الوزارة. وكذلك عدم توفر الأئمة والمؤذنين وعمال النظافة . وقد يكون للأئمة والمؤذنين رأي في ضعف الراتب وتبقى وظائف المستخدمين يتقدم لها سعوديون وتسلم من الباطن لوافدين لذلك كثرت غرف السكن المجاورة للمساجد . هذا رغم أن فاعلي الخير قد ساهموا في إنشاء اغلب المساجد الكبيرة سواء في المدن الكبيرة او المحافظات . ولا أدري ما هو تبرير الوزارة لهذا لقصور .
أيضا في مجال الاوقاف لا زل دور الوزارة دون المطلوب وبمراحل كبيرة . ومعايير الإستثمار في الاوقاف كأنها شأن خاص مما أثر على تحقيق مشاريع إستثمارية خلاقة وذات مردود إستثماري متميز.
نتمنى ان نرى مستقبلا ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وقد أسست إستراتيجية وخارطة عمل على اسس علمية مدروسة ومعالم واضحة نستشف منها السعي الى تحقيق الأهداف التي رسمتها والتي أوجزتها في العناية بكتاب الله تلاوةً حفظاً وفهماً ونشرا ,ودعوة الناس الى الاسلام وتوجيههم إلى الخير والمحافظة على القيم الإسلامية. ودعم الأقليات والجاليات والمؤسسات الإسلامية في العالم ، وإبراز دور المملكة في ذلك و العناية ببيوت الله وعمارتها و العناية بالكتب والبحوث الإسلامية إعداداً وطباعةً ونشراً. و العناية بالأوقاف بضبط أعيانها وحصرها ، والعمل على تحقيق شروط واقفيها، واستثمار غلالها. ورفع كفاءة الأداء وتحسين الإنتاجية
* معرض الكتاب
معرض الكتاب بالرياض ..لا شك أن معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية تجارية شارك فيه حسب ما ينشره القائمون على المعرض ما يقارب 900 دار نشر ووكيل من 31 دولة عربية واجنبية الى جانب عدد من الجهات الحكومية لتوعية الزوار بالإنتاج الثقافي والخدمات الذي تقدمه. لكن مايثير الشكوك حقا السلبيات القاتلة التي تجلت هذا العام فقد غاب رجل الحسبة بالصور التي كان يروجها القائمون على المعرض في السنوات الآخير . لتظهر لنا بوادر فلتان ما كان يتوقعها حتى اولئك الأكثر تشاؤما . وتكشف للجميع ضعف الإدارة الفنية والرقابه . وأن القائمين على المعرض لم يتحققوا إلا من رخصة (التصريح ) وكان يجب عليهم الإستفادة من خبرات المعارض السابقة ولا أدل على ذلك من تصريح الدكتور صالح معيض الغامدي مدير معرض الكتاب الدولي لصحيفة الإقتصادية ( بإن عملية شراء الكتب في النسخة الثامنة للمعرض ضعفت مقارنة بالدورات الماضية لمعرض الكتاب، مبيناً أن أغلب الزوار أتوا للمعرض من أجل الاطلاع وليس الشراء ).. ثم ما يتناوله الكتاب بصفة خاصة والإعلام بصفة عامة من فوضى لم يسبق لها مثيل . لذلك نتمنى أن يعاد النظر في اقامة مثل هذا المعرض إدارة ومكانا ليكون أكثر جدوى وأكثر تقيدا بالأنظمة واللوائح التي تخدم الصالح العام وتثري ثقافة المجتمع .. هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *