السحر مصدر الفساد

عبدالله فراج الشريف

احذروا قرائي الأعزاء، إن كنتم ممن يتولون مسؤولية عامة في الأجهزة الحكومية المنوط بها خدمة هذا الوطن وأهله، أن ينال منكم ساحر فإذا أنتم تمررون كل ألوان الفساد دون أن تعوا أنكم تفعلون هذا، فتضارون ويضار مواطنوكم بهذا الفساد المبرر بالسحر، والذي له اليوم في ساحة الوطن وجود، ويجب القضاء عليه، فالقاضي المقبوض عليه، والمتهم في قضايا فساد متنوعة، ترتب عليها الكثير من المظالم لمواطنين، بيعت باسمهم أراضٍ ومبانٍ ومات الكثير من المواطنين في احدى قرانا بسبب تلوث أحدثته بعض المصانع، وهذا القاضي بحسب المنشور في احدى صحفنا ومعه بعض ممن انغمسوا في حمئة هذا الفساد هم المسؤولون عن ذلك، رغم أن القضية لا تزال في طور التحقيق، ولم تعرض على القضاء بعد، لكنه يعلن أن ما حدث منه هو غير مسؤول عنه، لأن الوسيط الذي قدم له الرشوة جره إلى هذا عن طريق السحر، فهو مسلوب الارادة غير مسؤول عن كل تصرفاته، رغم جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المباركة في البحث عن السحرة ومنعهم من إيذاء الخلق.
ولكن دعوني أقول: هذه أول مرة نسمع فيها أن الموظفين العموميين يمكن أن يسحروا فيرتكبوا أشد الجرائم قبحاً كأخذ الرشوة لتمرير أحكام تنقل بها ملكية الأشياء لمن لا يستحقها ولتمنع صاحب حق أن يصل بالعدل إلى حقه، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحدث ويكون تبريراً لمن اجترح هذا الفساد، فالفاسدون يقومون بعملهم وهم يقظون واعون لما يفعلون، يحجب عنهم الخير طمع وجشع وأمراض نفوس لا تبرأ، وهذا الفساد يجب أن يواجه بحزم وعزم، فيعاقب الفاسدون بأشد العقوبة، حتى تكف كل يد عنه، فالعواقب جد وخيمة، وأخطر ما يواجه المجتمعات الانسانية هو هذا الفساد المتنوع، سياسي وإداري واقتصادي، وفي أي المجالات حدث، وأخطره ولا شك أن يقع ممن هو في الأصل مناط به الحكم بين الناس بالعدل، فبلوغ الفساد لمرفق القضاء يعني أنه يتغلغل في سائر المواقع بسهولة تامة، فهل ندرك هذا ونواجهه هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043