[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

عاشت بلادنا زمناً خاصة في قلب الجزيرة العربية في صحاريها وواحاتها منعزلة عن العالم منقطعة الصلات بالثقافات السائدة في العالم، فلما توحدت أطرافها ونشأت الدولة على أرضها، وبدأت مرحلة النهوض، أخذ التواصل يبدأ مع العالم من حولنا، وأول ما استفادته من الخارج أن انتقلت إليها ما ساد العالم آنذاك من المخترعات كالهاتف والتلغراف والسيارة، فعارض دخولها من أهلنا من اعتادوا حياة الركود من قبل، وكرهوا التغيير، ولم يكن للاعتراض العامة أثر، ولكن بعض من لم يرضوا بهذا التغيير كانوا ينسبون عدم رضاهم إلى تمسكهم بالدين، وقرأنا لأحدهم كتاباً لتحريم كل مظاهر الحياة الحديثة وجعلها تشبهاً بالكفار، ولكن هذا كله بدأ تدريجياً يزول. لازدياد الوعي بحقائق الدين والدنيا، ولم نعد نسمع من يرفض مظاهر الحياة المعاصرة إلا نادراً، من أشخاص عزلوا أنفسهم عن المجتمع وكل ما يجري فيه، أما أن نسمع اليوم أن هناك من يرى كرة القدم أم الآثام، وأنها سبب للانفاق الحرام، وأكل الحرام، مؤسسة للولاء والبراء لغير الله، وتؤدي للفرح والجزع بالباطل، وأنها معبودة للمفتونين، حتى إنهم يحبون من أجلها ويبغضون، ومن أجلها يوالون ويعادون، ثم يدعو على من يلعبونها ويحضرون مبارياتها بالتعاسة التي يتعس به من عبد الدينار والدرهم، وأنه لا يشاهدها الكرام، بل هي مؤامرة من اليهود لصد المسلمين عن ذكر الله وعن الصلاة وإفساد اخلاقهم واضاعة أوقاتهم، ولم اقرأ هجاء كهذا لكرة القدم عند كل من حرموها في البداية عند نشوء هذا الكيان ، وما تصورت أن يحمل قلب مسلم ولا أقول عالم من الكره للرياضيين مثل هذا، ومع هذا صدر عن عالم له أتباع من العامة وشباب يؤمنون بكل ما يقول، ومثل هذا الهجوم غير المبرر على نشاط رياضي تشرف عليه الدولة وتنشئ له الأجهزة، وينتمي إليه من أبناء هذا الوطن الأعداد غير اليسيرة، ويتابعه الجماهير الغفيرة، أقول مثل هذا الهجوم قد يؤسس لعدوان على هذا النشاط ومن يقومون به إذا اعتقد الجاهلون أنه مخالف للشريعة مضاد للعقيدة كما يريد هذا أن يقنع الناس، ويروج له اتباعه، أما أن ما يقول غير صحيح فهذا واضح لا يحتاج إلى كثير جهد، فإلى متى لا يحاسب أمثال هذا على ما يرددونه وليس له أصل في عقل ولا شرع، فهلا اتخذنا من الخطوات ما يمنع هذا العبث هو ما نرجو والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 640743

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *