الدراجات النارية وحقيقتها!!
الكثير من الزملاء المهتمين بهواية ركوب الدراجات النارية طلبوا مني إلقاء الضوء على هوايتهم المحببة إلي نفوسهم، والتي أصبحت تعاني من عدم فهم المجتمع لها، وصعوبة تقبّل المجتمع لأصحابها، بل وصل الأمر لمحاربتهم أحياناً، واستفزازهم أحياناً أخرى، وتضييق الأمر عليهم رغم نظاميتهم، والتزامهم بقواعد وقوانين المرور كاملة !!
أعود لأقول: إن هناك هوايات عديدة، ورغبات جديدة، وأمنيات قديمة، بعضها قد يُكتب لها النجاح فتتحقق، والكثير منها قد يبقى قي القلب حسرةً تلذع كالجمرة، لا يتحقق!! أو تتحقق لكنها تلدغ كالأفعى!! ولأسباب كثيرة، لعل أهمها النظرة المجتمعية، لهواية ما؛ إما لأعراف متداولة، أو عادات متوارثة، أو معتقدات ظالمة، أو تقاليد بالية!! حول هواية، أو ممارسة ما، فتنتقل من أمل إلى ألم ، ومن حقيقة إلى حلم، ومن إمكانية إلي استحالة!!
والأمثلة على ذلك كثيرة، ولعل أهمها ماصاحب بداية هواية لعبة كرة القدم من محاربة مجتمعية شرسة، وصلت لدرجة التحريم!! بحجة أنها من الملهيات، المضيّعات، المنقصات !!
وهاهي دول كثيرة لم تُعرف وتشتهر إلا من خلال لعبة كرة القدم، أو إحدى الألعاب الأخرى !!
وبالتالي فقد تعودت المجتمعات النائمة، أقصد النامية، أو دول العالم الثالث، ومنها الدول العربية، على محاربة كل جديد في أي مجال من المجالات!! واعتبار أي غريب دخيلا على المجتمع وأنه نقض للمواثيق، وخرق للعادات،
واستهتار بالمبادئ، بل من خوارم المروءة !! وخاصة الهوايات الجديدة، والتي تكون غريبة على تلك المجتمعات!! ويقع على رأس تلك القائمة هواية ركوب الدراجات النارية!! فهي تمر في المجتمع السعودي بحرب ضروس، وهجوم شرس، بحجج واهية، وجدران من الصد واهمة!!
وإذا كانت هناك فئة قليلة أساءت استخدام هذه الهواية الراقية، فإن الكثير والكثير- بل الغالبية العظمى من مالكي الدراجات النارية- ملتزمون ومحترمون لدرجة كبيرة، وأخص بالذكر أصحاب الدراجات النارية الكبيرة، والتي تصنعها الشركات العالمية المختلفة وتسمى (الكلاسيكية) بأحجامها المختلفة، وفئاتها المتعددة!!
وهي دراجات نارية كلاسيكية جميلة وفارهة، بل ويقودها فئة من المجتمع راقية، من أصحاب الرتب والمراتب العليا في الدولة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ منهم الدكاترة، والأطباء، والمهندسون، والضباط، والمحامون، والمعلمون.. حاصلون على رخص قيادة دراجات نارية، ومسجلة بأسمائهم في إدارات المرور (الاستمارة) ولها لوحات نظامية، ينتمون لإحدى فرق الدراجات النارية المنتشرة في أغلب مدن المملكة ومحافظاتها،
وتحت مظلة الهيئة العامة للرياضة ( الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقاً)، وملتزمون بقواعد السلامة، وبأنظمة المرور، وبقوانين السير، ويقدمون خدمات جليلة: إنسانية، خيرية، تطوعية، ويشاركون في الاحتفالات، المجتمعية، والمناسبات الوطنية، فتارة تجدهم يدخلون الفرح والسرور على ذوي الاحتياجات الخاصة، بزيارتهم لتلك المراكز، وتارة مع جمعية إنسان، وثالثة مع التوحد، جمعية سند، وغيرها الكثير والكثير !!
في الحقيقة…. إن هذه الهواية راقية جداً لمن التزم بأنظمتها، وخطيرة جداً لمن استهتر بقوانينها !! لكن أهم مطلوب، وأغلى مطلب من أصحاب الهواية الراقية.. أصحاب الدراجات النارية، أو مايسمون (الدرّاجين) أو البايكرية هو تصحيح النظرة المجتمعية لهذه الهواية الراقية، والجميلة، والمفيدة، وعدم الخلط بين النوعين من الدراجات النارية !!
وليكن شعارنا: ( احترِم تُحترم ) !!
ودمتم بود ،،
الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000
التصنيف: