الأخطاء واردة في كل مجالات حياتنا، فليس هناك شخص ولا عمل كامل، فالكمال لله وحده، ونحن كبشر نرتكب أخطاء كثيرة في حق أنفسنا والآخرين، قد يكون ذلك بعمد أو دون قصد، وقد تؤثر هذه الأخطاء على علاقاتنا بالآخرين، وقد تكون سبباً لخسارتهم للأبد، وقد تتسبب الأخطاء في خسران أنفسنا أيضاً إذا ما اتخذنا قرارات تنعكس علينا سلباً، وكل خطأ قابل للتصحيح إذا ما تم اكتشافه ومعالجته إلاّ خطأ واحداً لا يمكن أن يُصحح خاصة إذا أودى بحياة الآخرين، وهذا ينطبق على الأخطاء الطبية، فكم من الحالات التي واجهناها أو سمعنا عنها وتناقلتها وسائل الإعلام والتي فقدها أهلها بسبب خطأ طبي، قد لا يكون مقصوداً إلا أن عدم اتخاذ القرار الصحيح أو الاهتمام بالمريض ومعالجته بالشكل اللازم يكون هو السبب، لا نشكك في ذمة كل الأطباء بل بالعكس إن مستشفياتنا تضم أطباء عظماء يتعاملون بضميرهم وإنسانيتهم قبل كل شيء، وبدراستهم الأكاديمية وخبرتهم يشخصون الأمراض ويوجدون العلاج المناسب وقبل تفاقم الأمراض، وهؤلاء هم النماذج المشرّفة للأطباء، ولكن في المقابل هناك أطباء يستهينون بمهنتهم ويتعاملون مع المرضى بإهمال واضح واستهتار في التشخيص والعلاج وغيره، فعوضاً عن شفاء المريض نجده يدخل في دوّامة المرض والأطباء والوسوسة، هذا إذا لم يؤدِ به العلاج أو التعامل مع مرضه أو مشكلته بطريقة تؤدّي به إلى مقبرة بو هامور!!إحداهن روت لي قصة اكتشاف ورم خبيث بعد أن ظلّ يكبر في جسمها، وكلما ذهبت للطبيب أخبرها بأنه كيس عادي دون أن يكلف نفسه بعمل الفحوصات اللازمة لذلك، إلى أن تفاقم المرض وفجأة أصبحت الحالة جادّة ويجب الخضوع لجراحة يعقبها علاج كيميائي وغيره من المتاهات التي كان بالإمكان تجنبها لو تمّ الاهتمام بالمريض وعمل الفحوصات اللازمة منذ البداية للتأكد من أنه مجرد كيس دهني عادي!أحدهم خضع لعلاج معيّن ومضاد حيوي في حين أنه كان يمكن علاج الموضوع بأدوية أخرى وبطريقة أسهل من تناول المضاد الحيوي الذي قد تكون له جوانب سلبية وعكسية ويضعف مناعة الجسم!!تذهب لأحد الأطباء فلا يكلف نفسه بسماع مشكلتك ومدى ألمك، ويشعرك بأنك ضيف ثقيل عليه وكأنك تزوره في بيته، فيدوّن لك مجموعة من المسكنات المعتادة حتى دون أن ينظر في عينك أحياناً!!
يجرّب أحد الأطباء عليك علاجاً وهو غير متأكد من فاعليته، دون أن يسألك عن تاريخك المرضي فيتسبب بمشاكل أخرى قد تودي بحياتك!!
نعلم أن مهنة الطب ليست مهمة سهلة وأن الطبيب يعاني من كثرة المرضى وشكاواهم ولكنه طالما اختار هذه المهنة فيجب أن يتحلى بصفات خاصة ويستطيع أن يتعامل مع جميع المرضى وبفئاتهم الثقافية وتنوّعهم النفسي بنفس الطريقة، وإلا فليختر وظيفة أخرى لا يتعامل بها مع الجمهور خاصة المرضى!بعض الأطباء أصابهم التبلد في المشاعر لكثرة الأمراض والعمليات الجراحية التي يقومون بها، لذلك يستصغرون آلام المرضى ولا يعطونها بالاً، في حين أن الطبيب في النهاية إنسان وأقل مرض سيزعجه وسيلجأ لطبيب آخر، فكيف يتوقع معاملته! وما ردّة فعله إن لم يحظَ باهتمام!!
حياة الآخرين مهمة، ولا يجب بأي شكل من الأشكال التهاون فيها، وعندما يلجأ المريض للأطباء فهو يضع ثقته فيه ويقدّم نفسه أمانة له وعلى الطبيب أن يحفظ تلك الأمانة ويسخر علمه ووظيفته وكل الإمكانيات الضخمة التي توفرها الدولة مشكورة لإجراء الفحوصات اللازمة للمريض والتأكد من خلوه من الأمراض أو تقديم العلاجات المناسبة للحالة، وعدم التهاون للحظة في حياة الناس!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *