محمد معروف الشيباني
كانت (الحكمةُ) تستوجب من إيران أن تكون أكثر (كياسةً) مع جيرانها في هذا الوقت بالذات، حيث (يتهاوى) نظام الأسد محاولةً (إسناده) بكل مقدراتها. لكن طَغَتْ نَبْرةُ الاستعلاء التي مارسها صدام زمناً فتَكالبَ الجميع عليه.
تهديداتها لمضيق هرمز و تصريحاتُ (قائدِ فيلق قدسها) أن يده تطال المنطقةَ الشرقية وأن (حزب الله) يأتمر به في لبنان، سارعت في تصعيد الرياض موقفها المناوئ للأسد. دفعتْ سياسةُ طهران السعودية ألا تكون مواجهتُها حدودية ولا قتالية، بل نظامَ دمشق. ووسائلُ محاربته أكثر وأسهل،ومؤيدوها بالملايين. باتَ إسقاط بشار (حتميةً) لتحجيم غلواء طهران. و الشكر لها أن أحسنَتْ للشعب السوري من حيث أرادت الإساءةَ للشعب السعودي وقيادته. ظلّت طهرانُ لسنوات محنّكةً مُراوغةً مع المجتمع الدولي ببرنامجها النووي. ثم خانَتْها (الحنكةُ) عندما تعلق الأمر بجيرانها. فاستعجلت محاولة (ابتلاع) البحرين وآثَرتْ (ابتزازَ) الرياض،في وقتٍ ينزف جرحها باتجاه دمشق. فلزمَ الجميع (مواجهتُها) في جرحها النازف..حتى يُبتَر عضوُه إن شاءتْ بُرءاً لجسمها.
الطريق بين طهران والرياض يمر عبر مُحتلّي القصر الجمهوري بدمشق..(فالنزيف) من الأولى و(الصبر) من الثانية لتبديلِ موازين قوى المنطقة المؤسسةِ منذ 30 عاماً.
Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *