الحصاد الرياضي وتغول التوثيق 1/ 2

• صالح المعيض

ذكرت هنا في مقالة سابقة تحت عنوان (رعاية الشباب وضياع البوصلة) فحينما كان برنامج رعاية الشباب مبني على الشمولية في البناء والوضوح في حيث الرؤية أعتلى يومها شبابنا منصات التتويج في شتى المجالات الرياضية عربيا واقليميا وعالميا ، لكن في الآونة الأخيرة لم تعد الرئاسة (هيئة الرياضة) كما نطمح خصوصا بعد تكوين اتحادات منتخبة سيما في كرة القدم ، واصبح هنالك لمحات تنافر بين الهيئة والاتحاد لم تعد تخفى على لبيب ،

بل وجهت الهيئة في أكثر من مناسبة نقدا لاذعا للاتحاد السعودي لكرة القدم وكانت تستبق الاحداث في الإيحاء بعدم الرضا والتشويش ، وقد أكد ذلك كثير من اعضاء الاتحاد . مثل د. عبدالرزاق داوود ود. بخاري وآخرون ولعل آخرهم .ابراهيم الربيش . إذ لم تحسن الهيئة التوقيت والمكان الذي تنتقد فيه او ترد على منتقديها ، او تعرض فيها مشاريعها ذات الطابع الميولي كما يبدو ، ووقفت مع المعارضين للاتحاد الذين استنجدوا بالفيفا وجاء الجواب بعد صخب تلك الحملات وما احتوته من تشكيك،

سلامة توجهات رئيس الاتحاد ومؤيديه عكس ما تشتهي ، وهذه جزئية مهمة يجب أن نستخلص منها العبر لبناء مستقبل مشرق بإذن الله . ولعل من اثار تلك العلاقة غير الإيجابية ، ان أنظمة لوائح الاحتراف والخاصة التي يسنها الاتحاد السعودي ، وبالذات في مجال تسجيل اللاعبين والمحترفين في كل فترة ، قوبلت بتدخل من الهيئة مباشرة ، هو في ظاهره دعم وحل لكنه حل مؤقت ومخدر ومدمر ،

ولعل منها انه أعطى للأندية حق الاقتراض من البنوك او أي جهة ممولة بخصم مستقبلي من إعانات ومستحقات الأندية مستقبلا ، وقد استفتح بذلك بنادي الاتحاد ثم نادي النصر والهلال ، وهذا الحل قلنا يومها سيجلب للأندية مشاكل مالية كبيرة ، لن يستطيع أحد مستقبلا حلها ؟! ولن يكون ذلك ببعيد ، إذا لم يلغى مثل هذا القرار الكوارثي .

وهذا ما حدث واصطلى بناره بالأمس نادي الاتحاد وحرم من المشاركة في ابطال آسيا ،وكذلك ما لازم انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم من اكثر من “عوار قانوني” تطرقنا له في حينه ، وسيكوّن ثغرات ينفذ منها من يسقط في الترشيح للطعون المؤثرة ، لذلك انعكست تلك الممارسات سلبا على الاعلام الرياضي حيث اصبح حاله يرثى له وقد تناولنا ذلك مرارا ولكن دون جدوى ،

خصوصا وأن الفضاء والمجال اصبح مفتوحا لمن هب ودب بدون ضوابط او مساءلة ، أستذكر اليوم معها أنني كتبت مقالا هنا بجريدة البلاد بالعدد ( 15791 ) في ـ 5 / 7 /1420هـ تحت عنوان ( أنت لها ياسلطان ) والذي أشرت فيه إلى جوانب مهمة في الإعلام الرياضي يومها ومع بداية الإنفتاح الإعلامي الفضائي ، كيف وان ما نشاهده اليوم في كثير منه الغث وأصبح بعض الإعلام الرياضي مطية سهلة لمن لاحرفة له ، واصبح مقدم أي برنامج يستقدم ضيوفه وفق رؤيته ، وكأني به يضع الكلام في افواههم ،

حتى وجدنا رموز الإعلام الرياضي في كل برنامج (دمى) يحركها المقدم كيفما يشاء يتبنون توجه تلك او هذه القناة ، حتى ان كثيرا منهم وخلال حلقة واحدة يناقض نفسه بنفسه ، وحتى لا اغدو بعيدا ، استشهد ببرنامج اتعجب من وجوده في قناة حسها وطني وبرامجها وطنية وتوحد ولا تفرق وذلك البرنامج يجسد ذلك الخواء ليليا 3 ساعات “عالهواء” تحت مسميات عدة منها (الحصاد الرياضي)

واراها دعوة جادة لمن عانى ذات مساء من تخمة غذائية أن يبادر إلى مشاهدة أي حلقة من تلك الحلقات لأنه حتما سيشعر بالغثيان والحاجة لأن يتقيأ من هول ما تحتويه تلك الحلقات من غثاء لفظي وعبث فكري واسقاطات تعصب وطبقية لاتحتمل ، حتى أن مقدم الحلقات بما انه لايمتلك مهنية ادارة الحوار يطلب بين فينة واخرى الخروج عن الهواء ، وكأنه قد اجتهد في اختيار ضيوف حلقاته من احد اسواق الحراج ، احدهم يصرخ “طلعوا لي فلان اعرّيه عالهواء “، واخرون يتمايلون ضحكا وسخرية دون إكتراث ،

ثم يردف احدهم حينما يحتدم الحوار بأنه “سيذبح قعود ويوزعه عالفقراء “، يكررها مع كل حدث وكأن الفقير فقير القرش والحسب وليس فقير العلم والادب او احدهم يرد على زميله “انت مريض نفسي وتترزز في المجالس فيجيبه الآخر وانت بائع مساويك عند المسجد وجح في طريق الخرج وآخر يقول شيل عقالك واضربني” ،

وأستغرب وجود رموز إعلام رياضية في بعض تلك الحلقات كـ فؤاد انور / محمد الغامدي / احمد الشمراني / مدني رحيمي / احمد الشمراني / عدنان جستنيه ، والنجم ابراهيم العسيري الذي اشاهده لأول مرة وهذا قصور مني وقد ابدع حوارا وخلقا واخلاقا وكنت اتمنى ان يكون اختياره مستقبلا ادق للبرامج التي يطلع فيها ،بدلا من الانغماس بين هواة إعلام تعودنا منهم حمل شنط ومشالح رؤساء الاندية أكثر من أي فكر بناء ، و لن أسترسل ،

بل مشاهدة حلقة ذات مساء كفيل بتأكيد ذلك وأكثر . لذلك اعيد وأكرر أن الهيئة بحاجة إلى اتحاد للإعلام الرياضي ، مهمته وضع الضوابط واللوائح التي تدعم الصحافة الرياضية ، في مجالات التحليل والنقد الموضوعي والتطلعات ، التي تنظر الصالح العام ، فبعض الإعلام الرياضي لدينا مخطوف وموجه بخبث لقصف ونسف منجزات اتحاد كرة القدم . والهيئة تتعامل في السنوات الأخيرة وفق تلك الرؤى مع الاتحاد المنتخب برئاسة احمد عيد الرئيس المتزن الخلوق الذي جامل كثيرا الهيئة حرصا منه على إبحار السفينة بسلام ، هذا وللحديث بقية لاستطرد ملاحظات سبق ان تطرقت لها مع الساعات الأولى من صرعة التوثيق .. هذا وبالله التوفيق. ص ب ـ 8894 ـ جدة ـ تويتر / saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *