[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

لاشك أن الإشادة بمن أحسن واجب شرعي ووطني، لكل من أدى لهذا الوطن عملاً يرتقي به بين أوطان الأمم، ولكن هذا يجب أن يتم دون مبالغة أو غلو في الثناء يخرج المثنى عليه من نطاق البشرية إلى من يقوم بالخوارق فيكون مطلعاً على ما مضى وما هو واقع في الحاضر وما يكون في المستقبل، فمثل هذا الثناء المذموم يسئ إلى صاحبه، ولا يسئ إلى المثنى عليه ما دام لم يرض به، وقد اعتاد بعض حملة الأقلام في بلادنا على مثل هذا الغلو في الثناء خاصة في نطاق المسؤولين الكبار أو الصغار، طلباً لنفع والوصول إلى غاية، فترى مقالات ينفر منها الحر الكريم حتى ولو كان هو المعني بما فيها من غلو مبالغ فيه من ثناء تنفر منه الأسماع، ولا يؤيده عقل ولا شرع واسوأ هذا الثناء عندما يكون على من أساء ولم يحسن، ومع هذا اللون الممقوت من الثناء الذي شاع وانتشر يصاحبه ذم يبلغ حد البذاءات بين المختلفين على رأي أو اجتهاد حتى ولو كان في مسائل دينية، وهذا اللون من الذم والهجاء منتشر وللأسف على كل المنابر دينية ودنيوية، ومقالات صحفية ومحاضرات ومناظرات، ولا أحد يعلم هذا الدين الحنيف ويعرف مقاصده وغاياته إلا ويدرك أن الأمرين فيه مذمومان منهي عنهما فقد عد سيدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الثناء المبالغ فيه لأحد وإن كان صالحاً قطعاً لعنقه أو قصماً لظهره، وكأنه يوحي بما قد يكون له من آثار قد تدخل العجب على نفس المثنى عليه، وكره المديح وحث على أن يحثوا في وجوه المداحين التراب، وحرم أن يكون المؤمن سباباً لعاناً أو فحاشاً بذئ اللسان، وكان سيدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القدوة في هذا، فلم يثن على من لا يستحق ولم يبالغ في الثناء على من استحق، وما كان بأبي هو وأمي سباباً ولا لعاناً ولا مخاشاً بذئ، بل كان كما بعثه ربه متمماً لمكارم الاخلاق ، ومن مصلحة البلاد والعباد أن ننشئ حملة لا تهدأ حتى يقتنع الناس بأن الطريقين لا خير فيهما وتركهما فيه نفع للأمة ومنع الضرر عنها، فهل نفعل هذا ونتعاضد عليه؟.
هذا ما نرجو والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *