البطولة العربية مرآة للحقيقة العربية

• د.سعيد بن علي الفقيه

نتساءل دائماً ومنذ عقود لماذا هذا القدر من الحساسية، والتحسس الذي غالباً مايطفو للسطح بين الدول العربية بين فينة وأخرى؟!!
وطالما ظهر ذلك الشعور، وبرزت تلك المشاعر بشكل أكبر وبصورة أوضح في المسابقات الرياضية، والتي تتجاوز المنافسة الطبيعية التي تحدث بين الفرق المشاركة، داخل أرضية الميدان!! كما في كل دول العالم !! لكن الوضع عندنا في الدول العربية مختلف كلياً!! فنحن نشارك في البطولات العربية المقامة بدافع المنافسة الحربية لا المنافسة الرياضية والتي تقع تحت قانون الانتصار والهزيمة رياضياً، وليس انتصاراً عسكرياً كما زُرع في أذهان الرياضيين المشاركين في تلك البطولات!!
ولنعمل مقارنة بسيطة بين حال الفرق العربية المشاركة في أي بطولة قارية أو عالمية ونلاحظ الفرق الشاسع بين أجواء تلك البطولات وأجواء البطولات العربية التي تشارك فيها نفس الفرق العربية!!
فيا أبناء العرب ماذا نقول للغرب ؟!! كيف نعقد معشر العرب الاجتماعات؟!! وننشئ جامعة للدول العربية!! تقبع الدول العربية تحت قبتها، وتستظل تحت مظلتها، لتؤكد وحدتها، وتُوَّحِد كلمتها، وتُجمِّع صفها!!
هذا المأمول، وهذا المطلوب!! لكن الواقع مغاير ومخالف لما نتمناه!! فهذه دويلة صغرى تحاول تفتيت شمل الأمة وتسعى في خرابها، وتتعاهد مع أعداء الأمة لتفريق الأمة العربية !! جعلوا كل جهدهم واجتهادهم في كيفية النيل من جيرانهم، وواصلوا الليل بالنهار من أجل التخطيط لذلك وتحقيق تلك المآرب، والوصول لتلك الأهداف الخبيثة!! وتلك الغايات الدنيئة!!
وهاهم كل يوم تتلطخ وجوههم بسواد العار، وقبح الفعال، وسوء الخصال !!
نعود لنرى أن ما حملته الأنفس من عداء غير ظاهر، ترجمته تلك الألعاب الرياضية وبأيدٍ عربية قحة!! ولعل آخر مثال ما رأيناه في نهائي البطولة العربية بمصر من أحداث مؤسفة، وكأن اللاعبون كانوا يخوضون نزالاً حربياً، لا لعبة رياضية!! هدفها الالتقاء والتجمع والوحدة ، لا الفرقة، والتبعثر، والخلاف !! براڤوا أيها العرب فقد رفعتم رأس كل عربي بتلك المشاهد الأليمة المؤلمة!! وأنتم في الحقيقة لم تأتون بجديد !! وتنشد عن الحال هذه هي الحال !!

الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *