الانقلابات في الحكم القطري
لم يتول حاكم قطري الحكم، وبقى فيه حتى حانت الوفاة، إلا في حالتين نادرتين الأولى: حالة الحاكم الأول الذي أعلن حكم الأسرة لهذه الإمارة “قطر” والذي في عهده نالت استقلالاً صورياً، وهو الشيخ محمد بن ثاني (1850 – 1887) والذي توفي وهو يلي منصبه، ثم تولى الحكم بعده ابنه الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، والذي أيضاً استمر حكمه حتى توفاه الله (1885 – 1913)م، أما بعد هذين – رحمهما الله تعالى- فلم يلِ حاكم قطر إلاّ واضطر للتنازل عن الحكم لولي عهده، مثل ما حدث للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (1913 – 1949)م، والذي اضطر للتنازل عن الحكم لولي عهده الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وهو الرجل الذي عرفناه بعد تنازله عن الحكم بمكة، حيث عاش بيننا فترة، وكان مهتماً بالعلم والعلماء، يطبع الكتب، ويوزعها بالمجان، وكنا نحضر مجلسه أحيانا، وقد اضطر للتنازل عن الحكم لابنه أحمد بن علي آل ثاني (1960 – 1972)م فخلعه ابن عمه خليفة بن حمد آل ثاني (1972 – 1995)م، ليخلعه ابنه أيضا حمد بن خليفة آل ثاني (1995 – 2013)م، ليجبر للتنازل لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حاكم قطر، والذي يظن أنه لا يحكم مستقلاً، وقد تولى الحكم عام 2013م، ولايزال هو الحاكم في الظاهر، وهذه الحركة في حكم قطر، لم تجعل الحكم يستمر صحيحاً داخل الأسرة الحاكمة ذاتها، مما جعل الناس يحسون باضطراب الحكم عبر الزمن، ويخافون تقلباته، ولا أظنه إلا أنه سيستمر مادامت الأفكار لديهم سائدة، ولعل هذا هو ما يجعل الأسرة الحاكمة في قطر يرون في الأسرة الحاكمة في السعودية، المستقر حكمها منذ عهد المؤسس الأول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه ورحمه- فرؤية هذا الاستقرار المتوالي لحكام المملكة حتى هذا اليوم، صورة يفتقدونها في أسرتهم، فيحسدون الأسرة المالكة السعودية، وشعبها على هذا الاستقرار دون مشكلات، وتظل قطر دولة شقيقة، نتمنى لها نحن شعب المملكة كل خير، وأن يكون حكامها حريصين على استقرارها، وندعو الله- عز وجل- أن يهدي الإدارة القطرية لتعمل لمصلحة شعبها، وتكف عن التدخل في شؤون شقيقاتها دول الخليج، وستجدهم يومئذ عوناً على كل ما ترغبه، وتطمح إليه من استقرار وحماية، فليس لدى أي دولة خليجية أطماع في قطر، كما هو حال قطر اليوم، حينما تظن أن عدم استقرار جيرانها مصلحة لها، وهي مخطئة في هذا، فلا مصلحة لها أصلا فيما يضر أشقاءها، بل هو ضرر لها، لو كان المخططون لها يعقلون، وأنا على يقين أنهم إن كفوا الأذى لن يجدوا من إخوانهم إلا كل مساعدة لهم، على صون بلادهم من الأذى، وأنهم سيفرحون لكل تقدم ينجز في قطر، فهل يجددون سياسة لهم تدفع مجلس التعاون إلى وحدة تنجز للخليجيين تقدما ومنعة، ذاك ما نرجوه، والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]
التصنيف: