الاعلام الأمريكي وانتخاب ترامب

• عبدالله فراج الشريف

عندما بدأت انتخابات الرئاسة الامريكية وترشح دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، عن الحزب الجمهوري، ودنيا الاعلام ثارت ولم تهدأ ، والصحافة والاعلام الأمريكي خبرتها العقول الأمريكية الذكية، وكتبت عن سوئها مؤلفات،

وكشفت عن ما تمارسه من زيف احترافي، لكل ما تبثه من افكار تصنع بها رأياً عاماً يخدم سياسات معينة للاحزاب والإدارات الأمريكية وهي من علمت الناس صناعة النجوم اعلامياً في مجالات عدة، وهي صناعة وهمية تزيف لنا اشخاصاً ليس فيهم ما تدعيه، وكم تكشف لها من فضائح تداولتها وسائل الاعلام في أمريكا وعبر العالم،

وقد بدأت وسائل الإعلام والصحافة الأمريكية تمارس عملا قبيحاً من أجل إسقاط المرشح الجمهوري ترامب في الانتخابات، حتى أنها زورت استطلاعات رأي تخبئ عن تفوق هيلاري كلينتون، وتراجع دونالد ترامب طوال فترة انتخابات وحتى قبل إعلان النتيجة بوقت قصير، وتبين فيما بعد ظهور النتيجة بقليل أنها كلها زائفة، وان من تحقق تقدمه فعلاً ترامب، الذي خاض معركة قاسية للوصول الى سدة الرئاسة ورغم غناه، إلا أنه لم يستخدم المال في هذه الانتخابات، ولا يستطيع أحد أن يثبت ذلك، وكان قوياً في المواجهة السياسية، عبر اطلاق تصريحات قوية ومثيرة، بعضها رآه معارضوه مستفزة الا ان الناس لا يرون في ما يجري اثناء الانتخابات من مماحكات او تصريحات تمثل سياسة للرئيس المرشح، ولا يلزمونه الا بما يصدر عنه بعد استقراره في المنصب، فهي عادة للمرشحين في أمريكا يستخدمها جل المشرحين، ولكن راينا ولانزال في هذه الانتخابات الرئاسية الأمريكية عجباً، فالإعلام الذي كان يجب ان يكون محايداً كما صدع رؤوسنا المتأمركون بأن الاعلام الأمريكي هو الذي يحتذى في مبادئ الحرية في مجال التعبير فهو مستقل محايد يعمل بحرفية وهكذا!! فإذا به لا يلتزم بأي من قيم الاعلام في عالمنا المعاصر، بل هو اشدها فبركة وتزييناً، وصدعنا الأمريكيون بان نتائج الانتخابات يجب ان تحترم وما يفرزه الصندوق مقدساً يجب إنفاذه، فإذا هم في الانتخابات ينقلبون على مبادئ إعلامهم وصحافتهم المزعومة أنها حرة ديمقراطية، وحتى بعد نجاح الرجل انتخابياً وفوزه بمنصب الرئاسة لا يزالون يحاولون تشويه صورته والاساءة إليه، وإن خفت الحدة قليلاً خوفاً من العواقب والرجل عبر الاقتراع اصبح رئيساً، ولكن التحريض على مظاهرات عبثية مستمر لمجرد التشويش عليه في أول عهده، وهم يعلمون انه لن ستقطه مظاهرات أبداً، وهذه الاعداد القليلة من المتظاهرين المدفوعين للتظاهر من قبل الحزب الخصم، فهؤلاء مجرد عبثيين للتشويش على عهده، وكل ما يجري على أرض الواقع يقول أن الرئيس ترامب سيتسلم منصبه مع ادارته التي اختارها في 20 يناير 2017، ولا يستطيع ان يمنعه من ذلك حسب المواصفات الامريكية، ولم يشكك احد في نزاهة الانتخابات وسلم بنتيجتها الطرفان، وتصرف ترامب سيكشفه عمله كرئيس عندما يتسلم المنصب، وهو كباقي الرؤساء الامريكيين ديمقراطيين او جمهوريين ملتزمون تماماً بالنظام الامريكي المتفق عليه الذي يرسمه لهم دستور وقانون مذهب سياسي واقتصادي ملتزم به وتبقى العلاقات بالدول الاخرى فتلك يحكمها معاهدات ومواثيق دولية، فلن يعترينا خوف من تقلده منصبه، ولكن علينا ان نحسن التعاون مع ادارته بما يحقق مصالحنا ومصالحهم ما امكن ذلك. وان نبتعد اعلاميا عن موجة العبث الامريكية التي تجري حالياً وننتظر حتى تستقر الامور فذاك اجدى لنا ولهم والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 64070
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *