تعاقب على قيادة تحرير هذه الصحيفة أساتذة كبار من ذوي المقدرة والكفاءة والمهنية العالية, جلهم مثقفون قدموا للبلاد وصحيفة البلاد جهودا مضنية متميزة ملموسة في شتى فنون العمل الصحفي بمحتوى تنافسي واضح المعالم, فلم تكن البلاد الصحيفة متخلفة عن ركب السبق والطرح منذ ولادتها قياسا بغيرها في فترات مختلفة, بما يجعل منها صحيفة نشازاً ليست ككل الصحف كما يتصور البعض.
صحيح أن مستوى المحتوى من حيث الاختيار والجودة وفق المقاييس الصحفية يختلف من صحيفة لأخرى, لكن الأكثر صحة أن جميع صحف المملكة العربية السعودية لعبت وتلعب دورا فاعلاً في تحقيق الأهداف التي أنشئت من اجلها, منذ عهد المؤسسات الفردية إلى عصر ثورة التقنية, وما قد يتبعها من ظهور وسائط نقل إعلامية حديثة تفعل كما فعلت منصات الإعلام الحديث لإقصاء ما سبقها من وسائط نقل بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعية.
البلاد الصحيفة كانت ولاتزال قبلة العمل الصحفي الجاد بعد أن بذل قادة تحريرها ورئاسة مجلس إدارتها بل جميع مسئوليها على مر الزمن جهدا مثمنا لتأصيل الإنتاج الثقافي الإعلامي, ولهذا لا يفاجئني شخصيا الحنين الكامن في أفئدة كثير من المثقفين لأحبار وأوراق البلاد حينما حملت شعلة الرأي, وقدمت إنتاج المبدعين في زمن الكتاب ,ولا شيء غير الكتاب حيث لا زالت البلاد قائمة تقاتل من أجل ذات الهدف, ولن تنجح قبل أن تعود موجة عشق جارفة يقودها كل المشفقين على مجرد القبول برئاسة تحريرها في مثل هذا الوقت تحديدا ,فالشفقة في زمن العواطف الباردة فعل محمود دون شك ,لكن الحاجة الأكثر إلحاحاً من عشاق الأحبار المستسلمين إذا جازت التسمية تكمن في متابعة مشوار البذل الفكري بالمشورة والتقويم وتكثيف موجة الانتقاد الجاد كما كان يفعل الجميع قبل عزله أليمة فرضتها فضاءات التقنية في أعقاب هجمة لا تبقي ولا تذر.
دعوني استعير متفائلا مقولة ” لن تتمكن وسيلة من إلغاء سابقاتها ” بغض النظر عن قناعتي للوصول لحقيقة إمكانية تقديم عمل صحفي يتوافق ودور الورق الذي لازال ضرورة حتمية في عصر النهضة الشاملة للمملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتظل الصحف ووسائل الإعلام كافة بمستوى يليق بمكانة وقيمة المملكة في أعقاب مشاريع فكرية تنموية تستهدف الإنسان والمكان ,فرؤية 2030 التي تحظى برعاية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الباذل لكل الجهد فيما يحقق رقي الوطن في كافة المحافل الدولية ورفاهية المواطن في الداخل والخارج ,وقد تحقق ذلك بفضل الله بعد أن شهد الإعلام على سبيل المثال نقلة نوعية متميزة بمخرجات تتوافق وسياسة دولة حكيمة بشهادة القاصي والداني.
نتطلع في البلاد الصحيفة لتحقيق طموحات المخلصين ولا نستغني عن دعم كل المحبين واثقاً كل الثقة من تعاون مسئولي الصحيفة, فلعلنا معا نتمكن من تنفيذ مشروع طموح لبلاد مختلفة.

رئيس التحرير

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *