اكرام من لا يستحق الاكرام يجعله يتمادى في الإساءة

• عبدالله فراج الشريف

نستخلص من تجارب الدنيا أن الكريم إذا اكرمته ملكته، أي ضمنت منه الوفاء وما جد طريقاً لمبادلتك التكريم، وحفظ الجميل لك، وهذا يجري في مجال الافراد والجماعات، كما يجري في مجال الدول، وأما من لا يستحق التكريم ممن عرف عنه نقض العهود، وعدم الالتزام بما عهد به، وصور الغدر على مر التاريخ انما هي من هذا وامثاله، سواء كان فرداً ام جماعة وحزب، واما عهد حكومة ومن يوجهها، ولعل ازمة قطر الحالية شاهدة على ذلك، وهي اروع مثال له، فحاكم قطر الحالي ووالده، كم من مرة ظهر منهم العداء لبلادنا وحكامنا، وعفى عنهم ثم عادوا الى العداء مرة اخرى، وهذا تصرف اشتهروا به، ولم يعد هذا يخفى على كل متابع لسياسة قطر، الاعلامية والفعلية، وامثالنا الذين عاشوا الزمن الذي نشأت فيه هذه الدولة، التي بدأ الغدر فيها بين اعضاء الاسرة الحاكمة، فلم يبق حاكم لها في منصبه حتى وافته المنية الا اثنان في بداية نشأتها المؤسس وابنه، ثم الذين جاءوا بعدهم كل من حكم قطر اجبر على ترك الحكم يتنازل مكرهاً لابنه، ومن لم يتنازل لابنه منهم اجبره ابن عم له على ان يتنازل عن الحكم، حتى عهد خليفة رحمه الله الذي انتزع الحكم من ابن عمه احمد، فكان ان انتزع الحكم منه ابنه حمد، الذي اتفق مع ابن عم آخر له المسمى حمد بن جاسم والذي ظن فيه الكفاءة فاورد قطر المهالك فاتخذ من السياسات ما جعل الكثير من الدول لم تعد تثق في سياسة قطر، بل وتخشاها لانها اذا نظرت لعدائها لاشقائها، لم يعد لك ان تنشئ معها علاقة، وهي ان كانت اليوم تحاول باعلامها الذي اشتهر باكاذيبه المفضوحة الا ممن تعاون معه على السوء ، ومحاولة هدم دول وكيانات سياسية تاريخها ضارب في التاريخ، واظن ان الازمة الحالية ستطوي صفحة حكام قطر الحاليين بعد انكشاف سوء ما اضمروا من عداء لاخوانهم، وتكرر الغدر منهم لهم، ولكن لنتوقف لموقفين متضادين، موقف حكام قطر الذين امعنوا في العداء والتخطيط لايذاء اخوانهم وشقيقات دولتهم، رغم تسامحهم معها المرة تلو المرة، ولكن من شيمته الغدر لا يتخلى عنه، فيعاود الغدر مرة بعد اخرى، وموقف اخوانهم حكاما وشعوبا منها، كلما غدرت واظهرت التراجع لتعود الى ما هو أسوأ مما اتخذت من مواقف سابقة، مما جعل بلادنا واخواننا في الامارات وفي البحرين وفي مصر تصر على موقفها المدعوم بسلسلة من الحجج والبراهين، والمواقف المتخاذلة من حكام قطر الحاليين، نحو امتنا العربية والاسلامية، وتوجهها الى تركيا وايران لطلب حمايتها ولا ندري ممن، فدولنا منذ اول لحظة اعلنت انها لن تحارب قطر، ويعلمون انها لن تفعل، لانه لا حاجة لذلك اصلا، فما تقوم به دولنا حتى الآن كاف ليجعل حكام قطر يعودون عن مواقفهم الضارة للدول العربية الاربع وخلفها من الدول الاخرى الكثيرة التي سيكون لها نفس الموقف ما لم تتراجع عن مواقفها المؤذية لاشقائها، عربية كانت ام اسلامية غير عربية، وكذا دول اجنبية في القارات نالها من حكام قطر اذى، وان قضى عليه في مهده ولكنه جعل لها موقفا من قطر ثابت، تمنع اذاها وتحصر علاقاتها بها في أضيق نطاق، واليوم رغم ضجيج الاعلام المدفوع الاجر، او الاعلاني ورغم صراخ الجزيرة القناة التي انشأت امارة لم يعد احد يهتم لما تقوله قطر وهذا الاعلام ودوماً الباطل مهزوم وان ظن اصحابه انهم بالمال سينصرونه والحق يأتي وان لم يجد من ينفق عليه، ولكن اصحابه يؤدون اداء صادقا عادلا، ولا نزال في انتظار عودة قطر عن غي اميرها فاهلها اخواننا نحبهم ويحبوننا ولم ينجح احد في زرع عداوة بيننا ولو كان امير قطر واسرته الصغيرة ولا نزال نكن لآل ثاني ممن لم ينهجوا نهج تميم واسرته المودة ولبعضهم صداقات بحكامنا بل وبافراد من شعبنا، وارى عودة قطر قريبة ان ارادت استبقاء الحكم لاسرة آل ثاني ان تستبقي حكمها لقطر، واظنها حريصة على ذلك، ولعلهم فاعلون.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *