أ. د. بكر بن عمر العمري
بداية الارشاد الاكاديمي من الاساليب المستحدثة بدخول الجامعات حول العالم لتحقيق جودة التعليم الجامعي والافتاء بمستوى الخريج الجامعي وقد عشته كطالب في جامعة فرجينيا بالولايات المتحدة قولاً وفعلاً.
فمبدأ الارشاد الاكاديمي ينطلق من مبدأ أن الجامعة عقل الامة ورمز تقدمها وان تقدمها من اهم التحديات التي يواجهها المجتمع الآن، وضرورة تطبيق المعايير الحديثة للجودة التي تضمن لنا خريجين ينافسون في القرية الكونية الكبيرة التي ينادي نظيراتها في ارقى دول العالم.
اذن كان تطور التعليم الجامعي – ضرورة حياة اذا اردنا الدخول الى ميزة التقدم بنجاح – فالجامعة والاهتمام بتطويرها في اطار تحقيق “جودة التعليم الجامعي” مرهوناً بقدرتها على تطوير نفسها وتجديد حركة الفكر العلمي في ابنائها ومنتسبيها فالتطور في حد ذاته هو ايضا للاستمرارية والبقاء والتطور هو جوهر العمل الجامعي، وبه تستحق قاطرة التقدم منارة للنهضة.
وقد عبرنا سابقاً عن رأينا في هذا الصدد مؤكدين ان تطبيق معايير الجودة التعليمية التعليم العام والجامعة للارتقاء بالعملية التعليمية، وان هذه المعايير هي حجر الزاوية في تطور رسالة الجامعة وتحويلها الى منارة في المجتمع وذلك باعتبار ان المنافسة العالمية في واقعنا المعاصر اصبحت تتضمن المنافسة في العنصر البشري.
من هنا فلا مناص من تطور فلسفات واستراتجية التعليم الجامعي وذلك بهدف بناء قواعد بشرية وتكنولوجية واقتصادية وثقافية تحقق للمملكة المكانة المنشودة في عصر المنافسات الجامعية الدولية لذلك فان الارشاد الاكاديمي من اهم معايير جودة التعليم الجامعي وانه من الاساليب لتحقيق جودة التعليم الجامعي والارتقاء بمستوى الخريج الجامعي فهو الاسلوب الامثل لواصل الطلاب مع اعضاء هيئة التدريس من اجل ارشادهم وتوجيههم علمياً واجتماعياً وانسانياً مما يؤدي الى خلق جيل من الخريجين من الحرفيين قادر على المنافسة في سوق العمل ومواجهة تحديات المستقبل من خلال علمه وثقافته وفكره وابداعه والقضاء على أزمة تخرج دفعات بمثل الطالب فيها رقماً فقط.
ان تطبيق الارشاد الاكاديمي انما هو معيار من معايير جودة التعليم الجامعي ويظل بداية العبور لمسير تطبيق الجودة الشاملة في التعليم الجامعي مما يؤدي الى ارتفاع اسهم الجامعات في بورصة المجتمع. ان معيار الارشاد الاكاديمي هو طوق النجاة للطلاب حيث يتابع المرشد الاكاديمي طلابه من خلال متابعته المستويات العلمية والاجتماعية والانسانية يفتح لهم مكتبه وقلبه ليستطلع اراءهم فما يقدم لهم في المحاضرات وتهيء منهم باحثين وخريجين قادرين عل حمل الراية في المستقبل.
ان ما اهدف اليه من هذا المقال هو اعادة تفعيل الارشاد الاكاديمي بالجامعات ولفت النظر اليه للاهتمام لانه يساوي نهضة تعليمية راقية في الجامعات الآن التعليم الجيد هو طريقنا الى غد أفضل.
وبكل وضوح أقول ان احترام العلم ومؤسساته يجب ان يكون قدر احترامنا للطالب كمتلق وشريك وناقد يجب ان نركز عليه اذ أردنا المستقبل الباهر دون استخفاف برؤيته وقدراته التي يسأل عن تكوينها الاساتذة حين يفترض فيهم حسن النوايا مما يتوازى مع حسن التقدير لمعطياتهم حين نلجأ الى تفعيل ما يسمى بساعات الارشاد الاكاديمي التي تغرس بذور ثقافة نقد الذات ومراجعة الاخطاء التي يتوجع منها التعليم الجامعي في غياب مناهج عصرية متميزة تخدم عقل الطالب وقدراته وتنمي مهاراته ومواهبه.
لكن على الجانب الآخر يجب توفر الدعم اللازم للارشاد الاكاديمي وذلك من خلال تطبيق (ايزو) التعليم الجامعي وادارة الجودة الشاملة وهو يتضمن المبادئ او المعايير الكفيلة لتحقيق جودة الطالب الجامعي وجودة المناهج وجودة اعضاء هيئة التدريس وجدة طرق التدريس وجودة الامكانات المادية وجودة التمويل وذلك من خلال تعميم برامج الجودة بالمواصفات المطلوبة بطريقة متوازنة ومتوازية.
خلاصة القول ان جودة التعليم الجامعي باستخدامه لمعايير الجودة والتعليم (الايزو) سوف تسهم في رفع مستوى الاداء مما يتوافق مع حجم الرسالة المهمة التي يقدمها نظام الارشاد الاكاديمي في بناء فكر ونأمل اجيالا جامعية متميزة تستطيع المنافسة والتجانس التام والشامل والكامل مع متطلبات رؤية (2030).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *