اتحاد بلا اتحاد
• خسارتان فقط أطاحتا بالجهاز الفني للفريق الاتحادي بقيادة دياز، ومثلهما أطاحتا بالجهاز الإداري برئاسة خميس الزهراني. أربع مباريات فقط، هدمت إدارة الاتحاد ما بنته خلال أشهر. هذا بلا شك في عرف كرة القدم يعتبر قرارا متسرعا ولا ضير أن أسميناه انفعاليا.
الخسارة هي شقيقة الانتصار وكلاهما واردان في كرة القدم؛ ولهذا يجب ألا يكون الحكم على عمل أيا كان فنيا أو إداريا أو تقييمه بالفوز في مباراة أو خسارة أخرى، فبناء فريق ليس كهدمه، وإدارة الاتحاد خير من يعرف هذا، فهي من هدمت فريقا بطلا، توج بكأس خادم الحرمين الشريفين في ساعات، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك.
نعم إدارة الاتحاد تفتقد الخبرة في إدارة الأندية، لكن هذا لا يعفيها من المسؤولية، فإذا كانت تنقصها الخبرة فهي تملك المال، والمال يفكر، بمعنى أنه كان من الواجب عليها إحضار خبراء في الإدارة؛ للتغلب على نقص الخبرة، لكنها لم تفعل. أما القرارات التي اتخذتها مؤخرا، فكانت لامتصاص غضب الجماهير، ولن تصلح من حال الفريق؛
فخلل الفريق الاتحادي إداري، ثم تطور ليصبح فنيا وذلك لن يصلحه إعفاء هذا، وتكليف ذاك، فإقالة مدرب أو إداري وإحضار آخرين لن يحل المعضلة؛ لأن معضلة الاتحاد فيمن يَعفي وليس فيمن يُعفى، وعلى إدارة الاتحاد- إن إرادت إصلاح ما يمكن إصلاحه – في الوقت القريب أن تثق فيمن اختارتهم ولا تكرر نفس الأخطاء مع أول خسارتين، فللجمهور أيا كان احترامه، لكنه عاطفي، ولهذا لا يجب أن تكون القرارات عاطفية. فالقرار العاطفي يظل عاطفيا على عكس القرار المدروس، وهو ما لا أراه في قرارات الإدارة الأخيرة، والدليل إقالة فواز الشريف، الذي إلى الآن لا أعلم لماذا أقيل؟ فما علاقته كمتحدث رسمي بسوء نتائج الفريق؟
كل ما مضى جزء من المشكلة، لكن المشكلة الكبرى أن الاتحاد لم يعد له من اسمه نصيب، وباتت الأنا والشخصنة هي المسيطرة، وأصبح الرؤساء يبحثون عن أمجاد شخصية، فكلما جاء رئيس حاول أن ينشئ اتحادا باسمه؛ ولهذا إن أرادت الادارة الحالية إعادة النادي للمكانة التي تليق به، فعليها البدء من اليوم في تغليب مصلحة الكيان على الخلافات، ونبذ الشخصنة والأنا والعمل بروح الاتحاد ليعود الاتحاد كما كان.. وهذا ما نتمناه.
التصنيف: