إن العالم يتغير .. والسعودية تتحول

زين امين

لا جدال في أننا نعيش في عالم شديد التغير ..بل سريع التغيير والتحول بكل ابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..ناهيك عما تفرضه سرعة الاتصالات وثورة المعلومات وما تبعها من طفرات بدأنا نخوض غمارها من الذكاء الاصطناعي ..واعادة برمجة العقل البشري .. وثورة العلوم والرقميات بكل انواعها .. واثر ذلك علي شتي جوانب الحياة ..وكان من نتاج ذلك ان رأينا بزوغ نظام عالمي جديد يتطلب استقرارا وامنا وسلاما ..وعلاقات دولية قوية تتخطي الحدود .. وانفتاح لا يحده افق وسقفه اعالي السماوات .. كل تلك العوامل جعلت من الكونية العالمية واقعا نعيشه ونتأثر به ..بل ويجب ان نؤثر فيه ..حتي لا نكون منعزلين في جزر عائمة تتقاذفها الأمواج ..وتنهشها اسماك القرش ..

هذا تماما ما ادركته قيادتنا في المملكة العربية السعودية ..فعملت علي الانفتاح الطبيعي علي العالم كي نساهم فيه ونأخذ موقعنا الطبيعي منه ..ونشارك في بناء النظام العالمي الجديد ووضع اسسه ومفرداته بناءا علي تعاليم دين الاسلام الحنيف الصحيح ..والذي يصلح لكل زمان ومكان ..والذي بطبيعته وتعاليمه يحافظ علي حقوق الانسان وحريته ورفاهيته ويحارب ظاهرة النعرات الطائفية والعصبيات والايدلوجيات .. وردم الهوة الثقافية بين شعوب الارض المختلفة وتغيير وجدانها الفكري لمحاربة الارهاب وارساء قواعد السلام والسلم والامن العالمي ..
لقد ادركت قيادتنا في السعودية وبذكاء شديد تلك العوامل والدوافع والحقائق والتحديات التي فرضتها الثورةة التكنولوجية التي فاقت في احداثياتها كل التوقعات ..بل تكاد ان تفلت الامور من نطاقنا وايدينا ..واصبحت البرمجيات والروبوتات والآلات.. تتحكم فينا وهي مدعومة بكم هائل من المعلومات يفوق الخيال ..
لذلك ارتأت قيادة المملكة الواعية اخذ زمام المبادرة والريادة للعالمين العربي والاسلامي ..ودعت -بكل جرأة واصرار — إلى هذا التجمع غير المسبوق ..كي تضع كل الاوراق على طاولة البحث والتمحيص للمناقشة الصريحة والشفافة مع اكبر قوة ضاربة عالميا وهي امريكا .. بعد ان ادركت واقتنعت القيادة الامريكية وصانعي سياساتها ..انه لا مفر لهم الا الجلوس معنا عربا ومسلمين ..بقيادة المملكة .. ومواجهة الحقائق كما هي علي الارض ..كي تستطيع ان تعيد رسم معالم النظام العالمي الجديد ..والمبني على التوازن السياسي العالمي والمحافظة علي هوياتنا الوطنية ..وحقوقنا التاريخية ورفاهية شعوبنا ..ونمو اقتصادياتنا وتطور مجتمعاتنا ..

هذا هو ما هدفت اليه رؤية التحول التي رسم خطوطها وتبناها الامير الشاب ودفع بها في شكل رؤى وخطط وبرامج واهداف وسياسات واستراتيجيات بحيث تكون من مسؤوليات جهاز الدولة الوزاري ووضعها حيز التنفيذ ..

ياسادة ..اعود الي النظام العالمي الجديد والذي ستشارك في وضع خارطته ورموزه وسياساته ..جميع الدول العربية والاسلامية في الرياض بقيادة المملكة العربية السعودية ..
هناك بعدان فاعلان مؤثران في تكوين النظام العالمي الجديد الاول اسميه الكونية العالمية .. والثاني التكنولوجياا الرقمية ..
فالكونية العالمية ستمكن الزحف الصناعي كي يغزو دول العالم عبر الحدود والسماوات المفتوحة ويحدث التأثيرر المأمول علي الاقتصاد والجوانب الاجتماعية للشعوب وهوياتها ..
اما التكنولوجيا الرقمية فيمتد تاثيرها ويتخطي الجوانب الاقتصادية ويلغي الحدود ويؤثر في وجدان الشعوب وافكارهاا ومعلوماتها ..ويمكنها من المشاركة الفاعلة في احداثيات العالم وبالذات في الجوانب والابعاد السياسية والتي سيكون الفاعل فيه هو الطبقة الوسطي من شعوب العالم ..ولكن يجب ان لا يخفي علينا ان مدي وقوة التأثير للعاملين السابقين لا يمكن التنبؤ بهما او حتي ادارتهما او التخفيف من طفرتهما ..

مما سبق وبنظرة سريعة علي استراتيجيات واهداف زيارة الرئيس الامريكي ترمب للملكة العربية السعودية ..نجد ان المملكة تدرك جيدا ان امريكا لديها ريادة تكنولوجية وقدرة رأسمالية استثمارية ضخمة وتعمل في بيئة اعمال متطورة ومبدعة وبذلك فهي تستطيع ان تضيف الي السعودية قوة الدفع المطلوبة للتحول الاقتصادي لقطاع العمال من خلال الشراكات والاتفاقات التجارية والصناعية ..

لذلك نجد ان برنامج الزيارة يدعم التوجهات لصياغة نظام عالمي جديد بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..فسيكون هناك قمة خليجية امريكية ..تهدف الي تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الخليج.. وهناك قمة عربية اسلامية امريكية غير مسبوقة تعمل علي تفعيل شراكة تحارب وتنبذ التطرف وتعزز الامن والاستقرار بين العرب والمسلمين وبقية شعوب العالم .. وهناك ايضا اعلان واضح وصريح باهمية الحوار بين الاديان والتسامح وقبول الاخر ..ومكافحة التطرف والعصبيات ..

هذا اضافة الي الجوانب الاخري شديدة الاهمية وعلي رأسها تعزيز الجوانب الاقتصادية للمملكة العربية السعودية ..ودعم انطلاقة رؤية 2030 لخير المجتمع العربي السعودي .. من خلال استثمار الفرص الاقتصادية الواعدة بين البلدين السعودية وامريكا ..
واخيرا نتطلع بتفاؤل وثقة لقيادة حكيمة ..ولفرصة تاريخية عظيمة قلما يجود بهما الزمان .. لخير امتنا العربيةة والاسلامية ..وتقدم ورفاهية المملكة العربية السعودية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *