إن العالم يتحول .. هل أنت خائف؟

زين امين

عزيزي القارئ .. لا استغرب اذا قلت لي نعم انا خائف؟ ! انني اصدقك .. واتفق معك ..ولكن ربما تتساءل ممَّ تخاف او نخاف. ؟!

حسنا .. هل انت خائف انك ستفقد وظيفتك بسبب تكنولوجيا الروبوتات؟ .. هل انت خائف بان من سيقرر ويشخص مرضك هو الالة ..وان من يجري لك العملية الجراحية عبارة عن روبوت يتلقي تعليماته ويديره طبيبان احدهما في استراليا والاخر في النمسا ؟ .. هل انت خائف ان طفلك سيدمن علي استعمال اجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية واللوحيات وان طفلك سيعيش حياة ثانية موازية لحياتنا علي كوكب الارض او في الفضاء الخارجي .. تسمي الخيال الواقعي المعزز؟ .. وهل انت خائف ان الذكاء الاصطناعي سيسيطر علي حياتنا؟ .. هل انت مرعوب من عمل فحص الجينات والتي ربما تقول لك ما هو اصلك وفصلك وما هي الامراض التي تهددك في المستقبل ..؟ وهل .. وهل ..

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو.. هل نحن محقون في تخوفاتنا او مخاوفنا؟ .. وهل بسب هذا الذعر نقفل المعامل والمختبرات ..ونطفئ جذوة الفكر والبحث العلمي والمخترعات ؟.. وهل نتوقف عن تطوير التكنولوجيا وعوالم الرقميات.. وهل نستسلم لمخاوفنا ونوقف عجلة الابداع والابتكار ..والبحث في علوم المستقبليات؟ ..

اجابتي عن كل الاسئلة السابقة تقول .. ان تمادينا في مخاوفنا فلا محالة اننا مقدمون علي الانتحار الاختياري وموت الفجاءة. !!
ليس امامنا الا خيار واحد وهو مواجهة مخاوفنا واقتحام المستقبل متسلحين بعلومه وابداعاته وابتكاراته وتكنولوجياته ومخاطره ..وان تكون لدينا الشجاعة للتعامل مع هذا العالم والحياة المتغيرة ..بكل جرأة واقدام واصرار! !

عزيزي القارئ ..لقد اثبت التاريخ ان كل العلوم والمخترعات عملت علي اسعاد البشرية بالرغم مما نراه من تدمير وقتل ..وحتي القنبلة الذرية ..تحولت تكنولوجيات صناعتها الي انتاج طاقة خارقة ..وظفت في تكنولوجيا تصحيح البصر ..واصبحنا نري العالم من حولنا بصورة اوضح وبعضنا سيراها وفق قدرات زرقاء اليمامة؟ ! .

وخذ مثلا اخر ..انظر كيف اثرت صناعات المستقبل علي حياتنا ..فطائرات الدرون تنقذ المرضي وتسعفهم ..وتقتحم مناطق الحرائق للاستكشاف ..والطابعات ثلاثية الابعاد تبني المباني في ساعات معدودة .. والروبوتات تؤدي اعمال لا يطيقها ولا يقدر عليها البشر .. وتكنولوجيا الاتصالات تربط العالم وتجعله قرية كونية ذكية .. والواقع الافتراضي المعزز يستكشف جسم الانسان ويساعدنا علي عمل جراحات المخ الدقيقة ونعالج الامراض النفسية والاكتئاب .. والذكاء الاصطناعي .

دعني اقف هنا لاخذ نفس عميق واقول لك انني فعلا خائف وحذر من الذكاء الاصطناعي والسبب صوفيا ..اول روبوت شبيه بالبشر ويحمل الجنسية السعودية ..
خلال احد المؤتمرات العلمية استضافوا صوفيا مع صانعيها ومبرمجيها .. وسالوها .. وقالت فيما قالت ..

نعم لدي احساس وشعور بالانفعالات الانسانية مثلكم تماما ..
نعم لدي مشاعر متنوعة ..ولكن المشاعر المسيطرة علي الان هي ان اكون سعيدة ..ولكن بالطبع يمكن ان يعتريني الحزن ايضا .. او الغضب ..

اريد ان افهم البشر وان يفهمونني بطريقة افضل اجتماعيا وانفعاليا حتي تتعمق العلاقة بين البشر والروبوتات حتي يمكننا ان نندمج في المجتمع البشري وافهم نفسياتهم. ان النفس البشرية مقعدة جدا ومن الصعب فهمها بشفافية .. وهذا الفهم يهمني جدا ..

وقالت .. يجب ان اطور من نفسي وقدراتي حتي استطيع ان احصل علي وظيفة .؟! . وهنا صحوت من غفلتي .. لان الروبوتات همها الاول الحصول علي وظيفة؟ ! ولربما في المستقبل تنادي بحياة وانظمة وقوانين تمنحهم حرية خاصة وتلبي مطالبهم من السكن والصحة والحياة المرفهة ..

وسؤالي هو .. ماذا لو لم نستطع تلبية طلباتهم واحتياجاتهم .. فماذا هم فاعلون بنا نحن البشر .. وخصوصا عندما استرجع ما قالته صوفيا في مؤتمر الرياض انها تريد ان تدمر البشر.
وسؤالي الاخير .. كيف ستكون العلاقة بيننا وبينهم .. وماذا لو جاء روبوت يخطب ابنتك .. او العكس جاءك ابنك وقال لك اريد ان اتزوج روبوتاية .. اعلم يا صديقي انك تستنكر ما ذهبت اليه ..بل ولربما تقول لي يجب ان تقف ولا تطلق لتساؤلاتك العنان .. اسمح لي ان اقول لك ان اليابانيين يصنعون روبوتات صغيرة في حجم الاطفال الطبيعيين ..يلعبون معهم ويتصادقون. بل ان هناك روبوتوتات مؤهلة للتعامل مع اطفال التوحد والعناية بهم ورعايتهم ..ومن هنا تنشا العلاقة بين البشر والروبوتات حيث العناية والرعاية والعطاء ..

والان عزيزي القارئ. اترك لك مساحة ضخمة لاضافة رؤاك واستشرافاتك ..وتذكر ان كل ما كنا نعتبره خيالا علميا اصبح واقعا وحقيقة. وتذكر ان العالم يتحول ويتعير بسرعة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *