إن العالم يتحول .. الغرض والمعني
دخلت مكتبي الجديد مع وظيفتي الجديدة .. فوجدته جادا منكبا علي مكتبه يتفحص كومة من الاوراق ويقرؤها .. فسألته ..ما هذه الاوراق؟ ! فقال لي هذه تقارير عمليات التشغيل ليوم الامس .. فقلت له هذه كثيرة! ماعددها؟ فقال لي عادة نتسلم ما بين 300 الي 500 برقية يوميا وعليك ان تقرأها حتي تعرف ما يدور في محطاتك حول العالم ..فقلت له اسرع لي بها ..وقضيت ساعتين اتصفحها .. ولم اجد فيها برقية واحدة تثير اهتمامي ..واستمر الحال علي هذا المنوال لمدة ثلاثة اسابيع .. فطلبت منه ان يتوقف عن وضعها علي مكتبي ..وبعد شهر اخر سألته ..ماذا حدث للبرقيات؟ ! فقال لي لا زالت تصلني انها موجودة في الدرج .. فقلت الم يسألك احد لماذا رئيسك لا يقرؤها؟ ! فقال لي بأسي لا .. لا .. وهنا ادركت انها مضيعة للوقت.
ولكن علي الجانب الاخر ..كان مدير مكتبي منزعجا جدا لتصرفي هذا بالرغم من نشاطه وذكائه! ! فقلت له ولم الانزعاج؟ ! فقال لي وماذا نفعل؟ . هذه البرقيات هي صلب عملنا؟ ! وهنا ادركت ان البوصلة متجهة الي غير هدف! !
وسالته ..ماذا تفعل في وظيفتك؟ ! فقال لي اجئ الي العمل يوميا مبكرا واوقع علي ورقة الحضور ثم اقرا البرقيات وانتظر تعليمات رئيسي في العمل؟ ! وفي نهاية اليوم اوقع علي ورقة الانصراف! ! فقلت له ..هل انت سعيد في عملك؟ ! فأجابني ..ايام وتنقضي! ! انا انتظر مرتبي اخر الشهر .. فابتسمت وقلت له اذا الغرض من وجودك في العمل هو فقط استلام المرتب! ! فطأطأ راسه خجلا ..وهز دماغه بالموافقة! !
والواجب علي كل مدير .. ان يسال موظفيه هل هم سعداء في عملهم؟ ! وما هو الغرض والمعني من وجودهم في وظائفهم؟ !
لقد لفت نظري نشرة هارفارد للاعمال للاجابة علي هذا السؤال .. الا انني هنا ساسرد عليكم خبرتي ورؤيتي للاجابة عليه مستعينا وبتصرف بما ورد في بحث هارفارد ..
زميلي المدير .. موظفونا يقضون معنا في العمل يوميا قرابة الثمانية ساعات ..هذا عدا الساعات التي يقضونها في المواصلات من والي العمل .. وهذا يعني ان الموظف يقضي وقتا اطول في العمل مما يقضيه في المنزل مع عائلته .. وبالرغم من ذلك فان علماء النفس والاجتماع يطالبون رب الاسرة ان يكون سعيدا وان يضفي هذا الجو من السعادة علي اسرته ليكون محفزا ومشجعا لهم لتحقيق اهدافهم جميعا ..
وانني اري ..ان دور رب الاسرة ينتقل مع المدير الي بيئة العمل وهذا يعني ان عليه ان يرعي موظفيه وان يعمل علي تحقيق اهدافهم وجلب السعادة لهم. ولكن السعادة في مفهومها الواسع مطاط ومتغير ونسبي .. فما يسعدك ليس بالضرورة هو ما يسعد غيرك .. ولكنني اجزم ان المدراء قادرون علي ان يحققوا الكثير من اهداف موظفيهم وبالتالي تحقيق قسط كبير من السعادة لهم .. وجعلهم راضون عن اعمالهم ولا يمكن تحقيق هذا الهدف الا عن طريق تحديد الغرض والمعني من وجودهم في اعمالهم؟ ! . واركز هنا علي المعني من وجودهم في العمل! !
ولكي نحقق ذلك المعني لموظفينا في العمل لا بد ان نجعلهم ينصهرون في اعمالهم واهداف وغايات الشركات التي يعملون معها .. انهم ثروة المؤسسة الحقيقيون ..تقول هارفارد في نشرتها ..ان مايدفع ولاء الموظفين لشركاتهم هو الدعم الذي توليه الشركة من خلال مدرائها لتقدمهم الوظيفي وتحسين ظروف العمل ويمتد ذلك الي الحياة التي يعيشونها.. وبعبارة اخري ..تحقيق الشركة لتطلعات الموظفين الي كل شئ ذي معني بالنسبة لهم ..وهذا لن يتأتي تحقيقه الا من خلال نقاش مستمر بين المدير وموظفيه.
تقول نشرة هارفاد ..هناك خمسة اسئلة يجب علي المدير ان يطرحها علي كل موظف لديه .. ويجب عليه ان يقضي الوقت الكافي لمناقشة الاجابات عليها والعمل علي تحقيقها
•• ماهو العمل او النشاط الذي تجيده؟
•• مالذي يمتعك في العمل وتتطلع اليه؟
•• ماهو النشاط الذي يشعرك بالفخر والاعتزاز لانجازه؟
•• ما الذي يثير احساسك بان هناك لحظات امل للمستقبل؟
واخيرا .. كيف تنقل شعورك بالرضا والانجاز الي كل موظفيك الذين يعملون معك؟
عزيزي المدير .. نجاحك يتوقف علي مدي اجادتك لمهارات البحث عن المعني من وجود موظفيك في العمل ..! بل ينسرد نفس الامر عليك شخصيا ..لا بد ان تبحث عن معني خاص بك ولوجودك في هذه الشركة .. !
التصنيف: