إن العالم يتحول .. أبو سروال وفلينة..؟!
وأنا أتصفح مقاطع اليوتيوب ..وجدت عددا كبيرا منها، يحمل عنوان ( أبو سروال وفلينة) وكلها تتحدث عن الرجل، والزوج السعودي الذي لا يعرف رداء غيره داخل المنزل .. لقد أصبحت ماركة مسجلة، ولا عيب في ذلك ..؟! فهناك من الرجال من نسميهم أبو بيجامة .. وأبو فوطة وفلينة ..وهناك من يلبس السروال طويلا، أو قصيرا بدون فلينة .. ومن العرسان من يلبس الفنيلة بدون ….. وغيرها من صور الملابس الاجتماعية المنزلية .. ولكن في كل ذلك من يظلم.. هو سيدة البيت الزوجة؛ لأنها تريد أن ترى زوجها متأنقا متقيفا، من آن إلى آخر بلباس يسر ناظريها كما يود الرجل ذلك منها ..!!
إنها الصورة الذهنية التي يرسمها الإنسان عن نفسه داخل المنزل، أو خارجه، وفي الشارع والعمل والمسجد .. والصورة الذهنية تعني وتشمل جميع ما تقع عليه العين أو الأذن أو الأنف من قبل عامة الناس عنك ..؟!
فأنت من يرسم الصورة الذهنية عن نفسك ..أسلوبك في الحياة ..حديثك ..مفرداتك ..قيمك .. أخلاقك .. أفكارك .. مظهرك .. رائحتك .. عطورك .. نظارتك وألوانك المحببة إلى نفسك والتي تنم عن شبابك، أو كبر سنك نوعية وعناوين الكتب التي تقرأ .. والموسيقي التي تستمع إليها ..والهوايات التي تمارسها ..ومظهر سيارتك من الخارج والداخل ..وأناقة منزلك ..وطريقة تربية أبنائك ..وأسلوب معاملة أسرتك .. وكل ما يلتصق بك من مظهر وتصرفات مثل الجرأة ..والانطوائية ..والانطلاق والانفتاح ..الخ.
الصورة الشخصية الذهنية لا تعني المثالية ..بل تعني كيف تريد الناس من حواليك أن ينظروا اليك .. جادا ..أومثقفا ..أم فكاهيا ومرحا .. سهلا ممتنعا أم انفعاليا قاسيا ..أو رؤوفا ورحيما بالناس وبكل المتعاملين معك ..
وهكذا الشركات .. ترسم لنفسها علامة مسجلة تنم عن نشاطها وصورة ذهنية خاصة بشخصيتها .. وتطورها وتنميها وتصرف عليها؛ كي ترسخ في عقول جمهور المتعاملين معها تسويقيا ..
عزيزي القارئ ..هناك العديد من المشاهير رسموا صورا ذهنية شخصية عن أنفسهم مثل ..
* بيل جيت رائد البرمجيات العملاقة ..والمشاريع الخيرية العالمية والزهد في الحياة، بعد ان تبرع بجزء كبير من ثروته للأبحاث الخاصة بالأمراض المنتشرة في افريقيا.
* الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ ..تتجلي صورة شخصيته الذهنية في تواضعه وقفشاته ..والانغماس في أدب الحارة والرواية والقصة.
* وهناك نوعان من سيارات الرفاهية إحداهما اتخذ الشباب والرفاهية والتكنولوجيا العالية صورة لشخصيتها ..أما السيارة الاخرى فاتخذت صورة لشخصيتها تنم عن حكمة الشيوخ ورقي المكانة.
يا أصدقائي .. لنا نحن كأفراد أن نختار صورة ذهنية عن أنفسنا؛ ‘إما صورة محلية أو صورة عالمية أو صورة تاريخية أو صورة مستقبلية .. وكل الخيارات ثمينة ومطلوبة ..ولكن صورتنا الذهنية التي اخترناها ورسمناها لأنفسنا هي التي تحدد كيف يتعايش الناس معنا ويتقبلوننا ويحترمون اختياراتنا .
التصنيف:
دائما مبدع وننتظر بفارغ الصبر مقالات سعادتك
وفقك ربي وزادك من نعيمه
بالتوفيق استاذنا الفاضل