أشرقت الشمس يا شنفري !!
هذه الشخصية التاريخية المثيرة، والتي تجاذبتها عدد من القبائل، مدعية أن هذه الشخصية الفريدة والعجيبة، إنما هي من بطون تلك القبائل. ولعل أهم تلك القبائل التي ادّعت أن الشنفري أحد أبنائها قبيلة بني شهر، وقبيلة زهران !!
لكن المؤرخ الكبير والعلاّمة الوقور الدكتور عمر غرامة العمروي، أكد وأثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن شاعر لامية العرب الشهيرة “الشنفرى” يعود بالنسب إلى قبيلة “بني شهر”، وأن مسقط رأسه هي “تنومة الزهراء”، المعروفة بمحافظة تنومة حاليا شمال منطقة عسير.
تأكيد العمروي وإثباته لتلك الحقيقة، جاء خلال محاضرة، نظمتها لجنة نادي أبها الأدبي الثقافية في تنومة، على مسرح ثانوية أبو بكر الصديق تحت عنوان “الشنفرى التنومي شاعر الحجر الأبي”.
وتناول المؤرخ العلاّمة العمروي خلال المحاضرة قصة هذا الشاعر، كما كشف عددا من الملابسات والأخطاء التي وقع فيها من لم ينسبه لبني شهر، وأرجع ذلك لعدم البحث الدقيق، أو لأهواء لا يصح أن تدخل في التاريخ، ولا على سير الأولين، وإن أغلب ما قيل ليس إلا للتقليل من قدره، والانتقاص من هذا الفارس العدّاء.
كما ذكر العمروي اسم الشنفرى كاملا ونسبه حتى انتهى في كهلان بن يشجب بن سبأ بن يعرب بن قحطان بن هود -عليه السلام، منوها إلى أن كل ما يتعلق بالشنفرى أصبح مطبوعا في كتاب حمل عنوان:”الشنفري قراءة جديدة في حياته وشعره”.
وتحدث العمروي عن ديار الشنفرى، مشيرا إلى أنها موجودة الآن في شرق محافظة تنومة، وأن السد القديم لا تزال بعض آثاره واضحة حتى اليوم، في مكان يسمى “عرعرة الدوارة”،
موضحا أن الشنفرى عاش حتى أصبح شابا في بلاد زهران، في قرية تسمى “سلامان” في وادي بيده، لكنه لم يولد هناك، ولا ينتسب فيهم كما يقول بعض الذين لم يبحثوا ولم يثبتوا شيئا من هذا الافتراء، كما نفى بعض الصفات التي وصفت بها هذه الشخصية، بل وذكر عددا من المؤرخين، الذين أثبتوا عكس ذلك، فهو من فرسان العرب،
ومن أنبل وأشجع شعرائهم، كما ورد في كتب محمد حبيب، والأصفهاني، وأبو العباس المبرد، وياقوت الحموي، وغيرهم.
وعن المثل العربي المعروف “أعدى من الشنفرى”، قال العمروي: إن “الشنفرى كان يذهب من تنومة إلى مكة في ظرف ثماني ساعات، فلم تعرف العرب أسرع من عدوه”.
الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000
التصنيف: