أرواحنا قرابين لشهادات مزورة

• د.سعيد بن علي الفقيه

بين الفينة والفينة، وبين الحين والحين، تطالعنا وسائل الإعلام بخبر أو خبرين أو أكثر، ليست أخبارا عادية أو حوادث عرضية يمكن أن تصنف تحت حالات القضاء والقدر، والتي لا إعتراض عليها، فهي قد تحدث لكل واحد منا في أي زمان ومكان، ونعلم جميعا أن التصديق والرضاء بالقضاء والقدر من أركان الإيمان ..
ولكن ما حدث ويحدث تصنّف من ضمن الجرائم، وليست بأي جرائم !! بل جرائم مع سبق الإصرار والترصد!!
جريمة التلاعب بأرواحنا وأرواح عائلاتنا جميعا!! فمن المسئول عن ذلك ؟!!
هذه الجرائم تقبع تحت مسمى جرائم الياقات البيضاء، أي جرائم الأطباء فما بالكم بأن مرتكبوا هذه الجرائم ليسوا في الحقيقة أطباء بل أناس مجرمون يحملون شهادات طبية مزورة ويلبسون ياقات بيضاء! لاحظوا طبية وضعوا تحت كلمة طبية عشرة خطوط ! لماذا؟ لأنها تتعامل مع أرواح البشر، لأنها تمس الحياة مباشرة! ولمن ؟!!
لإنسان برئ وضع حياته بين يدي الله سبحانه وتعالى أولا ثم بين يدي طبيب مزور يحمل شهادة طبية مزورة!!
والكارثة أن ذلك الطبيب لم يتم إكتشافه في أغلب الحالات إلا بعد أن وقعت الكارثة وراح ضحيته أكثر من نفس غالية على أهلها ومجتمعها.
سؤال يفرض نفسه من المتسبب الحقيقي في حدوث تلك الجرائم؟!! هل هو ذلك الطبيب المزور؟!! أم المستشفى الذي يعمل به ذلك الطبيب؟!! أم الجهة التي تشرف على ذلك المستشفى ؟!! أم الوزارة نفسها التي تعاقدت مع ذلك الطبيب؟!! أم لجنة التعاقد التي ذهبت مشكورة للتعاقد مع ذلك المزور؟!! أم أن هذه مسئولية الجهة المشرفة على تلك الشهادات والتي تمنح التراخيص الطبية لمزاولة المهن الصحية والتسجيل المهني؟!!
أم تقع المسئولية على ذلك المريض الذي سلم نفسه لذلك الطبيب دون أن يتريث لبضعة أشهر ويطلب من الطبيب المعالج صورا لشهاداته ومؤهلاته وخبراته، ليبعث بها بنفسه لمصدر تلك الشهادات ويتأكد من مصداقيتها؟!! قبل أن يخضع للعلاج؟!!
وطني الحبيب من هو المجرم الحقيقي في تلك القضايا والتي راح ضحيتها المئات والمئات والتي أصبحت تنتشر في مجتمعنا السعودي انتشار النار في الهشيم !!!
[email protected]
@ drsaeed1000 تويتر

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *