أتيت إليك حاملة همومى وأحزانى
رسالة إلى من يرقد الأن فى مكانٍ بعيد كل البعد عنى، إلى رجل أتنفسه حباً وإشتياقاً، إلى رجل يرقد فى سلامٍ الأن بين هدوء المقابر وعتمة الليل الموحشة ورياح الإشتياق التى أتيت بها لأقف اليوم عاجزة عن البوح عما ما يدور داخل قلبى
إلى أبى الذى لا تهدأ نسمات إشتياقى له، صاحب فهذا القبر وهذه الرمال الطاهرة التى تحمل جسده، جسده الذى أنهكه المرض طويلاً حتى إسترد الله وديعته فى ليلة مشؤومة إنقطع الرجاء منها
رحلت يا من كنت الأصدق، الأقرب، الأحب للقلب، ووقفت اليوم أمام مقبرة صغيرة تحوى جسدك الغالى
فى ذاكره كلٍ منا تاريخ يوم لا يُنسى، ويوم رحيلك يا أبى يوم لن أنساه لأنه ذكرى مؤلمة كالجرح المتجدد الذى لا يبرأ صاحبه منه، خسارتى أكبر من أى حديث ولا يشعر بها إلا من تجرع من نفس ذلك الكأس المُر
أصبحت الوحدة هى سيد الموقف هذا العام وكل الأعوام القادمة، فمقعد أبى اليوم أصبح خالى بيننا للأبد، لا يوجد من سيوقظنى للصلاة فجراً ولا من سيحرص على أن أتناول طعامى حتى لا يتألم عندما يرانى أشعر بالجوع دون أن أكترث لنفسى
ذهب أبى الحبيب بلا عودة وتجددت أحزانى ودموعى التى لا تنطفئ على رحيله المُوجع، أقف اليوم أمام مقبرة تحتضن بداخلها جسد أبى، أتيت إليه حاملة مشاعرى فى رسالة لعل أن تكون هناك لحظة إلتقاء ولو فى الأحلام، أو حتى لحظة أشعر فيها بالدفء والأمان الذى فارقنى منذ رحيله، رحلت عن عالمنا أبى الحبيب لكنك لم ترحل من ذاكرتى وقلبى كم أتمنى أن تدرى مدى إحتاجى لك بجانبى ففراقك أوجعنى كثيراً، رحمك الله يا قطعة من القلب فارقتنى وأسكنك فسيح جناته بجوار الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وأنار لك قبرك وجميع موتى المسلمين الذين رحلوا عن أحبابهم وتركوا فى القلب وجع لم ولن ينتهى مع مرور السنوات فهناك أشياء لا تُعوض أو تُشترى
التصنيف: