آل هيازع وحال الصحة المتعثر 3/3

• صالح المعيض

تناولت في الاسبوعين الماضيين حال الصحة بوجه عام وركزت في المقالة الثانية على الاستدلال بحال الوضع الصحي بمحافظة جدة بشكل لكوني أكمل كل الادلة التي تؤكد تلك السلبيات القاتلة والتي اكثرها وثّق إعلاميا ورسميا . وهي بالتالي كما اشرت سابقا صورة مصغرة للوضع الصحي العام .وإستكمالا لما اشرنا اليه حول تكرار ظاهرة إهتزاز وزارة الصحة عند كل حدث ، مما يدلل على عدم وجود أي ردة فعل إيجابي مدروسة عند أي كارثة لاسمح الله لغياب أي إستراتيجية جيدة موضوعة سلفا .
في الأسبوع الماضي صدرت ميزانية الدولة وقد حظي مجال الصحة بكل قطاعاته برقم عال من نسبة الميزانية تجاوزت 160 ملياراً . وهذه رقم صعب ويحتاج بالمقابل إلى إستراتيجيات تستشرف المستقبل البعيد . وليست برامج (أنا ومن بعدي الطوفان ) نحتاج إلى خطط مدروسة . والخروج بهذه الوزارة من حقل التجارب إلى دور العمل المؤسساتي الذي يؤمن بتواصل عطاء الأجيال كل يتمم مرحلة تقود بالتالي إلى بناء مشاريع ذات جدوى وجودة بعيدة الأمد
تابعت اخيراً تصاريح معالي وزير الصحة الجديد ووجدتها تصاريح ذات مؤشرات عامة . ارى انها تحتاج الى تركيز إلى إعادة بناء الهيكل الوزاري بما يرسخ حقيقة مفهوم (المريض اولا ) وأن من هو على سدة الوزارة الآن او خلف تروس محركات العمل هم مجموعة من فرق تتعاقب ترسم لتنفذ إستراتيجيات تتعاقبها الاجيال عطاءا لمزيد من الانتاج الفاعل ، سيما وان الدولة لم ولن تقصر في تأمين كل المتطلبات التي يجب فعلا ان يواكبها اعمال تؤدي بروح الفريق الواحد إلى منجزات تتحدث عن نفسها على ارض الواقع.
160 ملياراً متى ما سخرت وفق إسترايجيات مرسومة واضحة المعالم . ستقضي بإذن الله على القصور الواضح في الخدمات الصحية على ارض الواقع ، فالمال وحده بدون عقول ترسم وتخطط يكون عبئا بل هدرا على حساب صحة المريض . نتمنى مع ميزانية 160 ملياراً أن تختفي ظاهرة الجمعيات الخيرية الطبية ورسائل التبرعات لمراكز غسيل الكلى وخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة .او الاستنجاد بالمسؤولين او الإعلام او ما شاهدناه اخيرا من الاستنجاد ببعض مسؤلي الخليج.
منذ أكثر من عشر سنوات وأنا اطرح سؤال لم يجد له تجاوب ، وانا ارى أن معالجة سوء الادراة يتم بتعيين المستشارين المبدعين في تخصصاتهم كمدراء مما أدى إلى خسارتهم مع أهمية تخصصاتهم ثم بالتالي فشلهم إداريا وما تبع ذلك من هدر للأموال وتعثر المشاريع . وكان السؤال الأهم آين مدراء المستشفيات اللذين بعثتهم الوزارة من قبل تخصص إدارة . آين هم من مستشفيات وزارة الصحة ؟؟!! حقيقة في الاسبوع الماضي لمحنا بصيص أمل حينما اقدم معالي وزير الصحة في خطوة جريئة تذكر فتشكر لمعاليه وذلك بتعيين الاستاذ سعيد بن حمد الغامدي مديرا تنفيذيا بالنيابة لمجمع الملك عبدالله الطبي بجده إذ يعتبر أ / سعيد الغامدي من الكفاءات الوطنية المميزة والمؤهلة في إدارة المستشفيات، حيث تخرج في أعرق الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية وتقلد عدة مناصب قيادية وترأس عدة لجان إدارية وفنية ولجان تعاقد ويعتبر من القياديين والمؤسسين لمجمع الملك عبدالله الطبي بجدة، كما له دور قيادي ورائد في تحسين وتطوير خدمات المجمع الطبي والارتقاء به لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين. وسبق أن حصل على جائزة الاداري الأميز من امارة منطقة الباحة إبان كان مشرفا على مستشفى الملك فهد بالباحة . ولعل هذا القرار يتبعه قرارات أخرى مماثلة ( تعطي القوس باريها ) لضمان التطوير والجودة وفق اعلى المعايير العالمية . كما سعدت بتجاوب معالي الوزير مع مقالين سابقين بضرورة إعادة مستشفى الملك فهد وشرق جدة تحت إدارة الشؤون الصحية بجدة .. وبتلك المؤشرات نتمنى أن تسهم الوزارة بهياكلها المجددة فعلا في إعداد ومراجعة الخطط والبرامج الخاصة بالخدمات الطبية وتنفيذها وفق معطيات علمية مدروسة والإشراف الفني والإداري على كافة الأجهزة المسئولة عن تقديم الخدمات الطبية والمتابعة الفنية برؤى إستشرافية خلاقة،وإخضاع الخدمات الطبية والصحية المقدمة للمرضى والمراجعين بين كل فترة وأخرى للمراجعة والتدقيق وفق مسطرة معدة سلفا هذا بإختصار ارجو أن لايكون مخلا ، لذلك لا بد من المراجعة الجادة لما فيه الصالح العام بإذن الله هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 فاكس ـ تويتر (saleh1958)

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *