آلامنا وآمالنا بين وزارة الصحة والحرس الوطني

• صالح المعيض

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]

الحديث في المجال الصحي أصبح لايمل وذلك مع هاجس تفشي الأمراض المفاجئة والتي اصبحت تشكل اوبئة تفتك بالمجتمعات سيما تلك المعدية التي عانى الجميع منها مؤخرا سواء حمى الوادي المتصدع وإنفلونزا الطيور او حمى الضنك او اخيراً إنفلونزا الخنازير ، ومع ارتفاع فواتير المستشفيات وكذلك تكلفة إنشاء المستشفيات الحكومية وتغطية الحد المقبول من المحتاجين من مرضى او حملات وقاية وتوعية وخلافة ، لذلك يجد الكاتب امامه مساحة مفتوحة سواء للإشادة بالجهود التي تبذل بسخاء ، او لمعالجة مايراه من جوانب قصور يجب تسليط الضوء لعلاجها او على الأقل لتحجيمها على أمل تلافيها مع تقادم الأيام .
في السنوات الأخيرة حققت مستشفيات الحرس الوطني منجزات ومعجزات شهد بها العالم ، وماكان ذلك ليكون لولا توفيق الله ثم الدعم السخي من قبل الدولة مدعوما بالتخطيط السليم الذي تنتهجه الشؤون الصحية آنذاك تحت قيادة طبيب الإنسانية معالي الدكتور : عبدالله الربيعة وزير الصحة حاليا ولست هنا بصدد الحديث عن تلك المرحلة التي كانت بكل حق ملحمة ، حيث سبق أن تحدثت عن ذلك في عدة مقالات ، ولكن ما أنا بصدده اليوم هو عقدة ( الخوف ) من أنه بعد رحيل معالي الدكتور الربيعة ان تتدهور الخدمة الطبية ، وليس ذلك حكراً على حال مستشفيات الحرس الوطني ، ولكنها عقد تكرست بفعل تقادم السنين وتكرار الحالات ، والكل يدرك في مجال الصحة أنه بعد رحيل معالي الدكتور القصيبي من وزارة الصحة تردت ولم ترقَ حتى يومنا إلى تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله ، دون ان ندرك ان معالي الدكتور القصيبي لم يدر تلك الوزارة سوى فترة وجيزة ليست كافية لوضع خطط إستراتيجية للمستقبل البعيد ، وللأسف لازال الوضع قائماً كما هو ، بينما العكس صحيح في الحرس الوطني وضع الربيعة ومن حوله خططاً مستقبلية ذات امد بعيد ، لذلك فحتى بعد رحيله لازالت الخدمات الطبية بالحرس الوطني تكاد تكون أفضل الموجود بل وما يميزها انها مفتوحة للمرضى بغض النظر عن الهوية ومكان العمل والمنصب ، فالمرض هو الذي يجعل الأبواب مفتوحة ، وما كان ذلك ليكون لولا الخطط المدروسة طويلة الأجل التي لاتخضع لمقولة ( أنا ومن بعدي الطوفان ) ومن خلال متابعة لصيقة وميدانية لوضع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة والتابعة للحرس الوطني لمست أنه وبفضل الله خير خلف لخير سلف مما يؤكد أن التخطيط السليم يؤدي إلى نتائج أكثر نجاحا وعطاء وتميزا ، إذاً مثلما أشدنا بدور معالي الدكتور الربيعة نكرره بكل بصدق وأمانة مع سعادة الدكتور بندر القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني والقائمين على هذا المستشفى والذين أكدوا تواصل عطاء الأجيال ، ولقد ترجم الدكتور القناوي ذلك حينما أشار إلى أن الشؤون الصحية بالحرس الوطني تهدف لأن تكون منشأة رائدة في مجال الرعاية الصحية وأن تحظى بنظام معترف به عالمياً يضم خدمات إكلينيكية متميزة وبرامج تعليمية وتدريبية عالية الجودة وأبحاثاً علمية متطورة. تتمحور هذه الأهداف حول مبدأ أن خدمة المرضى تأتي قبل كل شيء ولذا تسعى المنشأة لتوفير أفضل رعاية لمرضاها من حيث الجودة والسلامة وأن تراعي الأمور الصحية في المجتمع من خلال برامج التوعية الصحية والتعليم. .
و الحقيقة التي نتفق عليها جميعاً هي أن البنى التحتية للخدمات الصحية بوزارة الصحة في المملكة مكتملة وهنالك تقارير تفيد ان تلك الإمكانات لو وظفت توظيفاً جيداً لغطت الخطط المستهدفة بشمولية وخدمات راقية ، ولكن ومع الأسف في ظل هذا الزخم من المعطيات وورش المشاريع هنا وهنالك وفي كل اتجاه يبقى الأهم وهو التشغيل وتوظيف هذه الإمكانات التوظيف الأمثل وحسن اختيار القيادات الادارية الفاعلة ذات المراس والخبرة حسب الأكفأ والأقدر وهذا فعلاً السبب الأول والأهم والذي يكشف للمتابع لهذه الجهود والمحتاج لهذه الخدمة ما يوضح ذلك التباين الفاضح بين الإمكانات والخدمات، هذا وبالله التوفيق.
جدة ـ ص [ 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *