إن العالم يتغير  ..آه .. ثم .. آه ..

زين امين

زين امين

آه .. ثم .. آه .. آهاتي هنا الما وحسرة .. وليست آهات عشق وغرام .. المي نابع من اطلاقنا شعارات فضفاضة في كل امور حياتنا المصيرية .. آخرها كانت شعارات الوطن والوطنية .. لقد كانت الاحتفالات باليوم الوطني رائعة شكلا .. علي مستوي المؤسسات والشركات والمدارس والجامعات والافراد .. لكن الوطن ليس في حاجة الي شعارات ..والوان ..واضاءات ..واعلام .. واناشيد وطنية .. بل الوطن في حاجة الي افعال علي كل المستويات ومنها تلك الشركات والمؤسسات والهيئات التي يقع عليها واجب المسؤلية الاجتماعية واخص منها بالذات البنوك وشركات الاتصالات وهيأتها التي تعمل كما يبدو من قراراتها ..لصالح تلك الشركات ..

البنوك للاسف دورها ومساهماتها في المسؤولية الاجتماعية قزم للغاية .. ويمكنني ان اقول عنه انه وهمي وفقير .. ولا يغني ولا يسمن من جوع. واستغرب غياب التشريعات النظامية والقانونية التي تجبر وتحفز هذه البنوك علي الاضطلاع بدورها ومسؤليتها الاجتماعية. الا انني هنا لست بصدد التحدث عن دور البنوك ..بل ما أثارني واستفزني هو قرارات هيئة الاتصالات في الغاء ميزة الانترنت المفتوح علي كل منتجات شركات الاتصالات ماعدا الاشتراكات المفوترة.
هذا الموقف من قبل الهيئة وشركات اتصالاتها اقنعني ان الكل يغني علي ليلاه. وانهم بعيدون كل البعد عن استشعار احتياجات الوطن والمواطن .. والنقلة الحضارية المأمولة من خطط الدولة في برامج التحول الوطني 2020 .. ورؤية المملكة 2030 ..
نريد ان نغني نشيدنا الوطني ليس كلمات ولحنا .. بل فعلا .. وعملا واستشعارا بقرون واعناق طويلة للمساهمة الفعلية في بناء الوطن ..
هذه مقدمة ضرورية ومهمة لمعرفة مدي صدمة المجتمع من هكذا قرار .. ونحن نشاهد دول العالم المتقدمة تعيد حساباتها وتعتبر الانترنت ذا اهمية قصوي في عمليات التطور والتقدم ورفاهية شعوبها.
لقد قررت اوروبا ان تسبق العالم في توفير خدمات بث مجاني للانترنت بحيث يغطي كل مدنها .. وعلي النقيض عندنا نجد هيئة الاتصالات وشركاتها تمنع مواقع الاتصالات بل وتحرمنا منها .. الفجوة عميقة بيننا وبينهم …
انني ازعم ان خدمات الانترنت بالنسبة لنا ليست رفاهية ..بل هي قضية حياة او موت .. ؟! لا بد ان يكون هناك مشروعا قوميا لربط وايصال الانترنت المجاني لكل انحاء المملكة واصقاعها من مدن وقري وهجر وصحاري .. وربطه بمشروع وطني عملاق .. وهو التعلم عبر الانترنت. واجزم ان اية نهضة ونقلة لأية امة تبدأ وتنتهي بالعلم والتعليم …
لابد من ادخال الانترنت الي كل مدرسة وجامعة وفصل دراسي .. وتحويل المناهج الي برامج كمبيوترية للتعليم الذاتي .. علي ان لا يقتصر ذلك علي الفصول الدراسية بل يمكن الطلبة من التحصيل العلمي حيث ما حلوا واقاموا في المدارس والمنازل والشوارع والمقاهي وحتي غرف النوم ..؟!
لك ان تتخيل عزيزي القارئ ..كم من المبالغ المالية التي يمكن توفيرها نظير التعليم عبر الفصول الدراسية الافتراضية ..حيث يتجلي الوفر في ابنية المدارس والجامعات واعداد المدرسين والكتب ووسائل المواصلات ليس ذلك فحسب .. بل يمكننا ان نحقق الهدف الاسمي وهو ايصال التعليم الي كل خيمة في القري والصحاري ..
الفصول الدراسية الافتراضية ستساهم في عمليات النقلة النوعية للتعليم وتحويله من الحفظ والتلقين الي البحث والاطلاع والتفكير وتبادل التجارب والخبرات ونتائج الابحاث العالمية.
واخيرا التعليم عبر الفصول الافتراضية وشبكات الانترنت سيضيف الي وعي الطلبة .. وراحة لهم في اختيار الوقت المناسب للدراسة وفق حالة كل طالب منهم علي حده .. التعليم الافتراضي يبث الحماس والتحفيز الذاتي للطالب نتيجة اداء الاختبارات عبر النت والانتقال من مرحلة الي اخري .. اضافة الي ذلك نجد ان التعليم بهذه الطريقة يتم عبر مناهج دراسية صممت لتخاطب عقل الطالب الكلي بشقيه الايمن والايسر .. هذا قليل من كثير ..
وباختصار .. فانني هنا لست قاصدا مناقشة ميزات التعليم عبر النت ..ولكن رغبت في مناقشة الموضوع من منطلق العمل الجماعي المتكامل لمختلف الاجهزة والمؤسسات والشركات..حيث تلك المنظمات لا تعمل في جزر معزولة فقراراتها تؤثر وتقع في وعي وقلب الوطن والمواطنين .. وهي التي تتغذي وتستمد الدم الذي يجري في شرايينها من مقدرات وثروات البلد.
والي ان تفيق اجهزة التعليم لدينا .. علينا تقع مسؤلية اجتماعية عظيمة في اتاحة ودعم كل توجه يساعد ويدعم العلم والتعليم والتعلم.
كي نعيش الحياة ..نحتاج الي الطبيعة لتمدنا بالاوكسجين .. ونحتاج هيئة الاتصالات لتمدنا باثير الانترنت.
ان العالم يتغير.

التصنيف:

One Response

  1. طرح مميز استاذ زين وفي الوقت المناسب الذي ارى فيه ضرورة الاستعجال بإيجاد حلول نحو النقلة من العالم الكلاسيكي الى الافتراضي.

    لفت نظري موقفا عند تسجيل ابني في العام الاول للدراسة ، عندما تقرر المدارس اجراء مقابلة شخصية للصفوف المبكرة لالتحاقهم بالمدرسة، وبناء عليه يتم القبول .. فهل يفترض ان يتقدم الطفل متعلما ليلتحق بالمدرسة ؟ !!

    كما اشير لانظمة البنوك عندما اتقدم بطلب قرض عقاري فأتفاجأ ان علي تسديد 30% مقدما قبل الحصول على القرض .. فهل العميل لديه المال لسداد 30% مقدما وهو الذي طلب القرض ؟ !!

    واخيرا عند تلقي الصدمة لسداد فواتير الاتصالات ، فعلى كل عائلة سداد ما يقارب 2000 ريال اتصالات واشتراكات الانترنت ، نظير تدني الاجور ومع العلم ان 85% من المعاملات الان تتم تحت منظوم الشبكة .. عوضا عن منعهم لبعض برامج الانترنت وذلك لتحقيق اهدافهم بتحصيل اكبر عدد من مبالغ الاتصالات بطريقة ( بلطجية ) .. فهل ستظل تلك الشركات تمارس ( البلطجة ) ضد العميل ؟ !! .

    لذلك اقول ان معظم الشركات والمؤسسات شعاراتهم وهمية وكاذبة باستعمال كلمات الوطنية والاندماج الاجتماعي والاحساس بالمواطنين .. وهم ابعد عن النظر يعيشون في آخر الافق وحدهم ، يستنزفون البشر .
    مع تحياتي وتقديري ،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *