إلى متى ونحن نتجاهل عملية التخطيط في كل أمورنا، وفي مختلف أوضاعنا؟!!
إلى متى ونحن نسوَّف في مختلف نواحي حياتنا؟!!
إلى متى ونحن نجري وراء المقولة الخاطئة( عش حياتك بتلقائية)؟!!
أيها الملأ ؛ إن التلقائية المقصودة ليس مكانها هنا!! وليس موضعها في مفاصل حياتنا وعامودها الفقري ؟!!
ليس المقصود بالتلقائية العفوية !! فالعفوية أن تتعامل مع الناس ببساطة من تواضع ولين الجانب، والسماحة!! أما التلقائية فتعني ؛ الواقعية بمعنى: أن تقوم بالتخطيط لأي أمر من أمور حياتك، في يومك وغدك ومستقبلك ومستفيداً من أمسك!!
وإلا فإنك لا تتجاوز ولن تتجاوز وضعية ( مكانك سر)!!
ولنأخذ أمثلة على ذلك !! فلو لاحظنا غياب التخطيط في معظم أمورنا، وعلى سبيل المثال عندما تأتي الإجازة أجزم بأن جزءاً منها سوف يضيع!! وذلك بسبب عدم التخطيط لها قبل بدايتها، فترانا نمكث نفكر أين نذهب؟!! ومتى نذهب؟!! وماوسيلة المواصلات التي سوف نستخدمها؟!! وأين نسكن ؟!! وكم يوم سنمكث؟! وهل لدينا مصروف كاف لهذه الرحلة أو تلك الإجازة ؟!! وهذا ديدننا في كل إجازة !! غاب التخطيط فحضرت الفوضى !!
كذلك في آخر أيام شهر شعبان، بل في آخر يوم نجد الزحام الشديد على الأسواق الغذائية الكبيرة لنزاحم بعضنا البعض ونشتري أكثر من حاجتنا، بل وأغراضاً قد لا نستخدمها في شهر رمضان كله!! زحام وربكة، عجلة واستعجال، زيادة مصاريف وضياع وقت!! غاب التخطيط فحلت الفوضى !!
وترانا زرافات ووحدانا ليلة العيد في الأسواق والمولات نشتري ملابس العيد وحاجياته، حتى لوكان سعر القطعة عشرة أضعاف سعرها الأساسي لشريناها، ونحن نبتسم !! فلا وقت لدينا يسعفنا بالتغيير والمقارنة واختيار الأفضل !! بل غاب التخطيط فأطلَّت الفوضى !!
يتكرر نفس المشهد في آخر يوم من الإجازة المدرسية!! تكتل وزحام وسرا طويل من أجل شراء حاجيات المدرسة، ومتطلبات الدراسة !! غاب التخطيط فهيمنت الفوضى !!
واذا قصدنا إحدى المتنزهات ورأينا كمية المخلفات من أكياس واوراق واطعمة لمن كانوا قبلنا، زعلنا وتضايقنا، وقد نسب أحياناً، ونشتم أحايين!! ليس لأنهم قد أساءوا التصرف !! بل لأننا لم نجد نحن مكان نظيف نجلس فيه!! وعند تركنا للمكان نتركه أسوء من الحالة الأولى!! فلماذا ننقد على الغير، ولا نحاسب أنفسنا؟!! لماذا لا نأخذ كيساً كبيراً أو مجموعة أكياس صغيرة، ونضع فيها مخلفات رحلتنا أو نزهتنا ونضعها في براميل القمامة المنتشرة؟!! لماذا لا نترك المكان نظيف عند مغادرتنا له، كما نتمنى أن نجده نظيفاً عند قدومنا له؟!!
لكن لا نقول إلا غاب التخطيط فأُدْمنت الفوضى !!
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *