خالد التويجري في تويتر

• صالح المعيض

غرّد رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين رئيس الحرس الملكي خالد التويجري (الجمعة) عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر” لأول مرة منذ تدشينه الحساب قبل أكثر من 4 أشهر، مبيناً أنه حاول التواصل مع بعض الأشخاص الذين كتبوا له في “تويتر” بخصوص بعض الأمور الخاصة إلا أنه لم يستطع مراسلتهم، وذلك لعدم متابعتهم له.
ودعا معاليه كل من لديه أمر خاص إلى التواصل معه عبر الرسائل الخاصة في تويتر، وهو ما يشترط متابعة الطرفين لبعضهما البعض، حتى يمكن التراسل فيما بينهما. مشيراً إلى أن الأولوية ستكون لأصحاب المشكلات العامة التي تخص المواطنين والمواطنات أو لمن يريد توجيه شكوى لخادم الحرمين تجاه جهة بعينها تعرض للظلم منها.
وقد أثار قرار معاليه فتح حساب على تويتر الساحة الحوارية مابين متفائل وآخر يرى لاجديد .
وحقيقة الأمر أن أي مهام ومسئوليات بحجم مهام ومسئوليات معالي الاستاذ / خالد التويجري من الصعب ان يكون تويتر نافذة جيدة لعدة اسباب منها انه في (48) ساعة اصبح هنالك قرابة ربع مليون متابع على خمسين قضية اسبوعيا تقريبا . تعد عبْ على معاليه من جهة ، وقد تشكل صدمة لمن وجدها فعلا نافذة تواصل تسهم في حل كثيرا من القضايا . وكان يمكن إيجاد آلية تساعد على وصول صاحب الشكوى الأكثر اهمية لتكسب اولوية ، وكان يمكن تصميم موقع خاص بذلك على الشبكة يصنف وفق مرآيات الأولوية في نظر ولي الأمر او من يمثله . من تصنيف القضية وتاريخها ومدى ما تتطلبه من سرعة إنجاز ، وتحت إشراف مباشر من معاليه . خصوصا وأن هنالك قضايا معلقة من سنوات سيما في الديوان وممكن مثل تلك المواقع تشهم في تحريكها ومحاسبة من وراء تعليقها .
أما فتح حساب على تويتر كما أسلفت لمسئول بحجم مهام ومسئوليات معاليه أرى أنه من حسن النوايا وصدق الأماني لكن لن يكون مجدي ومرو (24 ) ساعة تؤكد ذلك وخير شاهد. وانا شخصيا لاأستغرب حرص معالية لعدة أسباب . منها أنه تربى على يد والده رحمه الله معالي الشيخ / عبدالعزيز التويجري ، ولا اعتقد أن الكثير ممن تمر نواظرهم على هذه الاسطر لايعرفون الشيخ عبدالعزيز رحمه الله . لذلك استذكر بعضا من مقالة كتبتها بصحيفة البلاد في 8/3/1429هـ تزامن يومها مع دعوة كريمة صادقة ونبيله تبناها صاحب السمو الملكي الأمير / متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ، وذلك بتتويج هذا الموسم بمكرمة ولفتة حانية من خادم الحرمين الشريفين الملك / عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، بتخصيص جزء من فعاليات الجنادرية لذلك العام ، لتسليط الضؤ على مسيرة رمز من رموز الوطن المعطاء ، ومن بناة الجنادرية المؤسسين الإساسيين فكرة ودراسة وتنفيذ ومباشرة ، وهو المغفور له بإذن الله / الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني رحمه الله رحمة الأبرار.
وقد سعدت حقيقة بمتابعة ( ندوة ) عن حياته العلمية والعملية وذلك ضمن فعاليات ( مهرجان الجنادية 23 ) وكانت على الهواء مباشرة وقد أدار الندوة بنجاح وإقتدار ا.د . عبد العزيز بن عثمان التويجري بمشاركة ا.د عبدالله بن عبد المحسن التركي و ا.د محمد بن أحمد الرشيد رحمه الله والكاتب حسن العلوي والأستاذ عرفان نظام الدين ، ولقد حلق بنا خصوصا ( الدكتور العلوي ـ والأستاذ / عرفان نظام ) بكل إنصاف وحيادية في فضاءات المرحوم / عبدالعزيز التويجري المعرفية مما كان يخفى على الكثير ، لما عرف عن التويجري بأنه كان ( العامل الصامت ) إذا كل وجلّ وقته يعمل دون ضجيج او صخب يستجدي من خلاله الأضواء والأعلام وهو القادر على ذلك ، وانا هنا ايضا لست بصدد التحدث عن شخصية ( التويجري ) رحمة الله عليه إذا حتما لن اوفيه حقه ، وإنما اود هنا بعيدا عن المناصب والالقاب التي حققها المرحوم بجدارته والتي عادت ما يتثاقل ذكرها وقد لامست حتى قبل تلك الندوة من سيرته المليئة بالتجارب والخبرات ونشر المعرفة والتنوير الثقافي سيما وانه كان قريبا من كل المثقفين العرب وغير العرب ، بل انه جسد معهم علاقات ثقافية أنتجت تقاربا معرفيا ناضجا من خلال تلاقح الأفكار التي كان يرحمه الله يعطيها مساحة رحبة في الميدان.
لذا ارى ان على ابناء ومحبي الشيخ / عبدالعزيز رحمه الله وهم كثر ولله الحمد المساهمة في إنشاء ( دار التويجري للثقافة والنشر ) تعنى بطباعة الكتب القيمة في شتى المجالات ودعم البحوث العلمية والإحتماعية ، ومساعدة الشباب في كافة مجالات الإبداع المعرفي والتقني والذي نحن اليوم في امس الحاجة اليه ، إذ ان المؤسسات الحكومية والرسمية عادة ماتسير وفق روتين لايغطي على ارض الواقع نسب عالية ممن هم بحاجة إلى من يقف بجوارهم والأخذ بايديهم على مد مساحة عالمنا العربي والإسلامي ، وأرى ان يخصص جائزة مبدئيا كل ( ثلاثة اعوام ) تمنح للفائز من المرشحين في مجال ( العلاقات المعرفية ) والتي كان المرحوم يوليها جلّ عنايته ، ولعل ذلك جزء من وفاء المجتمع السعودي والعربي لرمز من رموزه الخيرة ، والتي أمضت تسعة ( عقود ) من الزمن في ساحة الركض المعرفي الشمولي الذي يغطي جميع مناحي الحياة وبتميز فريد ولله الحمد إذا كان رحمه الله مدرسة بل جامعة بل اكبر من ذلك بكثير، رحم الله الشيخ : عبدالعزيز التويجري رحمة الأبرار ووفقنا جميعا لعمل ما يشير إلى اننا أمة تعترف بأفضال أعلامها رحمهم الله حتى وإن كنا وعلى خجل لم ندرك واجب التكريم إلا بعد رحيلهم .
هذه العودة ليسير من كثير مما يقال في الشيخ عبدالعزيز التويجري رحمه الله أعدت إيراد جزء مما تطرقت له آنذاك لأربط بين المسئولين الكبيرين التويجري ( الأب والأبن ) لذلك لاغرابة إذا بادر معالي الأستاذ خالد التويجري على إنشاء حساب على تويتر . فالشبل من ذاك الأسد . ثم أن حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله متعه الله بالصحة والعافية بتوفيق الله مكنه من إختيار الرجل المناسب في المكان المناسب لذلك نتمنى أن نرى حساب معاليه في تويتر قد تحوّل إلى موقع متكامل حسب تصنيفات واولويات تضمن الوصل السليم واتخاذ الإجراءات الأسلم ليكون فرحة شمولية لتحقيق الوصل والتواصل الذي توصي به القيادة الحكيمة ، هذا وبالله التوفيق .
جدة – ص ب ـ 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *