زين امين

الافـول

حادثتان تهزان العالم في العقد الثاني من القرن 21 حادثة شركة فولكس واجن للسيارات .. حيث اعترفت الشركة رسميا بالغش ..والكذب .. والتمويه.. لنتائج اختبارات الانبعاثات السامة للسيارات التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة الامريكية .. اضطرت الشركة للاقرار بجرمها باستخدامها لبرامج مضللة لنتائج الانبعاثات .. وترتب علي ذلك ان خضعت الشركة لعقوبات وغرامات مالية تقدر بمبلغ 18 مليار دولار. اضافة الي تعويضات اخري تدفعها لعملائها الذين يقتنون السيارات محل الاتهام.

اما الحادثة الاخري ..فهي حديثة جدا وكانت تخص عملاق الشركات السويدية للاثاث المنزلي ( ايكيا) حيث اضطرت الشركة للطلب من عملائها بارجاع دواليب ادراج بيعت لهم من الفترة 2002 والي الان وتقدر قيمة المرتجعات بحوالي 2 مليار دولار. !!!

ان الشركات العملاقة ..والماركات العالمية .. للاسف وصلت الي حد عالي من الغرور ..والصلف ..في التعامل مع المستهلكين ..والبيئة .. والمجتمع .. من حيث المعايير الصحية ..وجودة التصنيع و المواد الخام .. وسوء خدمات ما بعد البيع .. والمبالغة في سياسات التسعير .. وهضم حقوق العاملين .. الخ ….

لقد اصبحت هذه الشركات بهذا السلوك .. شركات ظالمة ..في نظر العديد من الحكومات ..والمجتمعات .. وجمهور المستهلكين والمتعاملين معها .

ضيق المكان والوقت هنا لا يسمحان باستعراض العديد من الممارسات الشاذة ..والمضللة ..لتلك الشركات ولكن يمكنكم الاطلاع عليها عبر الانترنت ..فهي لا تعد ولا تحصي .

ولماذا عزيزي القارئ لماذا تبحث عنها في الانترنت .. فقط ابحث عنها حواليك. ؟!

* عدم اكتمال التجارب والابحاث الطبية علي العقاقير قبل السماح للمرضي من البشر باستعمالها.

* المخالفات الفنية لشركات السيارات ..وعدم توفر قطع الغيار … عدم المبادرة باستدعاء السيارات التي تشكل خطورة علي سلامة الركاب.

* الاستيلاء وسرقات حقوق الملكية الفكرية بين الشركات.

* انظر الي المطاعم العالمية ( فرانشايز) في مدينتك والقي نظرة علي ما يجري من خلف المباني .. كمية الدهون والفضلات ..والروائح الكريهة ..وصنادق القمامة المليئة ومهملة لعدة ايام ..

* ويجب ان لانستثني من هذا الاهمال مراكز التسوق ..والهايبر ماركتس .. والمولات .. والفنادق .. والمستشفيات ..

ويبدو ان كل هذه المحلات اتفقت علي ان تضئ لك واجهة مبانيها ..ومحلاتها .. وتهمل كل ما خفي عن مجال الرؤية .. ادخل الي حمامات هذه الشركات .. والمولات ..وبالذات مراكز التسوق ..والبقالات العملاقة ستفاجأ بالروائح الكريهة في مناطق اللحوم .. والاسماك ..والمجمدات .. وعدم وجود الماء والصابون والورق في دورات مياهها .. ؟! لا اعلم كيف يتصرف موظفوا وعمال تلك المحلات مع الاحتياجات البشرية الطبيعية دون الصابون والماء والورق .. ؟؟ انها كارثة.

وباختصار شديد … اقول لجمهور المستهلكين .. والمتعاملين مع تلك الشركات .. لا يغرنكم .. الحجم والسمعة .. والاضاءة ..والالوان ..والبهرجة.. واساليب البيع والتسويق .. والعرض ..والتغليف .. التي تسبغها علي نفسها .. فان معظم تلك الشركات والمحلات .. ولا اقول كلها ..فهي تسئ للبيئة .. والمظهر العام .. وحقوق المستهلكين والعملاء .. والجوانب الصحية .. فهناك امور يمكن ان تراها العين المجردة ..الخبيرة والناقدة .. ولكن هناك امور لا تراها الا المختبرات ..والمعامل .. والخبراء

والضمير الحي المسؤل ..!!!
وباختصار ..فان الشركات والماركات العالمية العملاقة تضرب بعرض الحائط حقوق المستهلكين .. والعاملين وقوانين البيئة والصحة العامة ..والسلامة ورفاهية المجتمعات .. والعدل في التعامل بين المستهلكين وجمهور حاملي الاسهم والملاك ..
كلنا يعرف ان هناك حضارات كونية سادت عبر التاريخ ..ولكن عندما اعتراها الغرور ..والظلم .. والصلف ..والمجون .. آلت الي الافول ..والابادة .. وهكذا الشركات ..والماركات العالمية .. اما ان تتطور مع متطلبات العصر .. والمجتمعات .. والبيئة .. ورضا العملاء .. والا فإن هناك عمالقة صغار قادمون في الطريق ..الي القمة.ان العالم تغير.

التصنيف:

One Response

  1. مساء الخيرات استاذ زين الغالي ..

    اشكرك اولا لبناء هذه الساحة للحوار البناء ولإبداء آراء مختلفة ، واشكرك ايضا لاختيار المواضيع الجريئة التي يعجز الكثيرون عن إثارتها .

    لقد احتكرت الشركات التجارة عموما دون اعطاء ادنى فرصة للمشاريع الصغيرة لابناء الوطن ، وفرضت السلع والمحال في كل شارع وحي ، اطلقت على ذلك اسم (الهيمنة التجارية) ، لا مبالين بأي مواصفات ولا مقاييس .. فالهدف الرئيسي في الهيمنة هو البيع ، دون اعطاء اي قيمة للمستهلك من نواحي شتى .

    وعند التفكير في المقاطعة مثلا ، نجد ان لا خيار للمستهلك لان التجار احتكروا السلع فالتاجر لا يخسر ابدا بل المستهلك هو الخسران .

    الحلول بالنسبة لي تفعيل الجهات الرقابية النائمة في العسل والغارقة في بحر الرشاوي مع إحياء عامل النزاهة الميت والذي بالكاد اصبح متعفنا .

    مع تحياتي ،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *