الملاحظ ان اتقان العمل في كل مجالاته في وطننا ضعيف يلحظ هذا كل متابع لشتى الاعمال التي تنجز على مدى السنين نلحظ هذا في اعمال الجهات الحكومية خاصة منها ما يرتبط بالبنية الاساسية والاعمال الادارية وما هو مرتبط بتقديم الخدمات للمواطنين كما ان هذه الاعمال التي يقدمها القطاع الخاص ويقوم بها ان لم تكن أردأ من الاعمال في القطاع الحكومي فهي ولاشك على الاقل مثله وكمثال فان المستشفيات الخاصة وصل بعضها الى ان تصبح كالمستشفيات العامة الحكومية او اردأ خدمة تجد فيها التزاحم الشديد كما تجد في احيان كثيرة مواعيد متباعدة كما تلاحظ الاخطاء الطبية بشكل يوحي بألا رقابة عليها.

فاذا تجاوزنا الى الاعمال العلمية والبحثية فما عليك الا ان تطلع في مجال تخصصك الى ما تنتجه جامعاتنا من اعمال علمية وبحثية ونظرية وعلمية وستصاب باحباط شديد لما ستكتشفه في رداءتها فلدينا الكثير من الرسائل الجامعية التي تزدحم على رفوف مكتبات الاقسام في الجامعات ليست رديئة فقط ولكنها لا تقدم لنا حلولا لمشاكلنا المتراكمة حتى في المجال الديني بل لعل بعضها يزيدها تفاقماً وفي المجال الفكري قل ان تجد فيما انتجته العقول السعودية ما يمكن ان يلفت النظر اليه في خارج الوطن أو داخله وكأن الاعمال المتجاوزة لوهن الفكر انما كانت مع رواد لنا مضوا ومضى زمانهم.

وفي المجال الادبي فالاعمال المبدعة اقل من القليل والكثير منها لم يجد من يطلع عليه لا ان ينقده أو يشيد به في الشعر والنثر وفي القصة والرواية وفي سائر الفروع.

وحتى في الفن : ففي جميع فروعه من موسيقى ورسم ونحت بل وحتى في دراما لا نجد مما يشاد به الا اعمال أندر كما يقول القدامى من الكبريت الاحمر بل لعلما كانت تقدمه معاهدنا ومدارسنا في بداية نهضتنا التي ركدت اليوم أفضل بكثير مما يقدم اليوم على شاشات فضائياتنا من تمثيليات تثير عند النقاد الاستهانة بها فلا تأليف ولا اخراج ولا تمثيل يمكن وصفه بالمبدع ولعل بعضها وهو يناقش أفكاراً ومواقف اجتماعية يخطئ العلاج ليضيف الى المشاكل الجديد الذي يحتاج الى معالجة حتى لا يفرز من المشاكل ما يستعصى علاجه فلا يكفي ان تعرض مشكلة كالتحرش بالصورة التي تصيب الناس بالاحباط وتجعل الانماط البشرية التي تعرضها كلها في السوء سواء لمجرد ان لديك فكرة مسبقة عن افراد المجتمع كله في البيوت وفي الشارع وفي مجلس الشورى وفي الفضاء وكأنها كلها متشابهة وتتخذ من المشكلة التي يناقشها العمل نفس المواقف فأين الحلول إذن؟.

ولعل السبب في عدم اتقان الاعمال يعود اننا كأفراد يريد كل منا ان يعمل وحده ويرفض رفضا تاماً ان يصغى الى الآخرين ويريد ان يكون في عالم الناس مبدعاً في مجاله وهو لم يتلق علماً فيه وما اخضع نفسه لاكتساب الخبرة من غيره فهو يريد ان يكون مبدعاً بالولادة وهو ما لا يتحقق لبشر وان كان اذكى الاذكياء.

فمن يريد ان يكون عالماً متقناً في مجاله فلابد من ان يجلس حيث يكره في صغره ليكون العالم في كبره ومن يريد ان يكون اديبا فبعد التأهل الاكاديمي عليه ان يقرأ ليلا ونهاراً قبل ان ينتج وينشر اما ان يعتبر ان الابداع موهبة لا

تحتاج الى لاصقل فسيبقى في مكانه لا يتجاوزه.
اننا نحتاج ان نهمس لبعضنا ان النجاح يحتاج الى عمل دؤوب مستمر لا ان نقفز في فراغ استعجالا ان نكون ممن يشار إلينا بالبنان ونحن لم نبذل من الجهد شيئاً يذكر اننا يا سادتي نعاني رداءة في كل ما ننتجه سلعة وخدمة علماً وفكراً وفناً رغم اننا أمة لها ماض عريق وتحتاج للتواصل معه وتجاوزه الى جهود خارقة لا كسل فيها ولا ضعف فهل نحن على ذلك قادرون هو ما ارجو والله ولي التوفيق.

ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *