[COLOR=blue]محمد معروف الشيباني[/COLOR]

جعل الإسلام إحترام العهود و المواثيق أعظم الأمانات. فبها تستقيم حياةُ الناس. و بِخَرقها تفسد الأحوال و تُنتهك الحقوق. وأعظمُ العهود ما كان طرفه الثالث الشاهد هو الله. فحتى غير المسلمين جعل ذلك صمّامَ الأمان، فتجد أبرز مسؤولياتهم، غير نافذةٍ إلّا بعد أداء القَسَم. والقَسَمُ في الإسلام أكبر حُرمةً من سواه. وهو الضامنُ الأوحد لإخلاصِ (المُستَحلَفِ) لأمانته. و هو شرعاً على نِيّةِ (المُستَحلِفِ) بكسرِ اللامِ لا فتحها. و الخائنُ لقَسَمِه ليس خائناً لطرفِه الآخرِ فقط، بل خائنٌ لله قبله و بعده، و مُمْتَهِنٌ لمَقامِه الكريمِ الأعلى، و مُتطاولٌ على ذاتِه الأسنى. فلا يتجرأُ على ذاك التحدي إلّا شقيٌّ منافق. و ما أكثرهم عبر التاريخ، و ما أسود عواقبَهُم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *