إن العالم يتغير … البقشة ..والكمر ..؟!
كانت بجانبي علي مقعد الطائرة في احدى رحلاتي ..وتجاذبنا اطراف الحديث وعلمت ان هذه اول رحلة لها للسعودية لاداء العمرة ..كان النقاش ثريا وجميلا وودعتها عند هبوط الطائرة .. وانتهيت من اجراءات الجوازات والجمارك ..وخرجت الي بهو المستقبلين ..الا انني سمعت من خلفي من يناديني باسمي .. فالتفت فوجدتها هي ..! ؟ .وقالت لي انا في ورطة فقلت لها خيرا انشاء الله .. فقالت ..لدي بعض الاغراض علي ان اسلمها الي احد الاشخاص ينتظرني هنا ويرتدي ثوبا ابيض ..ولكن رايت ان كل السعوديين يرتدون ثيابا تكاد ان تكون كلها بيضاء فضحكنا وحللت لها المشكلة.
وما هي الا سنوات حتي تغيرت الاحوال وصارت الثياب الوانا صيفا وشتاءا ..بل واخذت زخارخ وحليات وقيطان وتطريزات واشكال متعددة في الثوب الواحد مثل بقية ازياء العالم ..
وقبل ايام ..لفت نظري ان طلبة المدارس عندما يركضون ..يرفعون ذيل الثوب ويعضون عليه حتي يسهل عليهم الجري بالسروال الطويل .. وبعضهم يرتدي السروال القصير ..؟!
ولاحظت ايضا ان معظم شباب اليوم يرتدون القميص والبنطال بعد ساعات الدراسة والعمل وعندما يذهبون الي المقاهي او النوادي او الاسواق ..الخ ..
هذا الامر يقودني لطرح سؤال مهم جدا وهو هل سيصمد الثوب امام المتغيرات والمتطلبات المستقبلية واحتياجاتنا لملابس تتكيف مع متطلبات الحياة العصرية من تكنولوجيات محمولة ومجسات وحساسات وغيرها من المخترعات الملبوسة. ؟!
عزيزي القارئ ..كما تعلم ان الغرض من الازياء والملابس علي مر العصور كانت لستره وحمايته من تاثيرات الجو والبيئة المتغيرة الفصول الي جانب انها توفر له اسباب الراحة ..ولقد كانت ولا تزال تعتبر رمزا للدين والطبقة الاجتماعية والمهنية.
الا انه في العصر الحديث طال التطوير والتجديد صناعة الازياء بداية نقلتها الي مرحلة الموضة والجمال والالوان والاغراض حتي سيطر مفهوم اظهار جماليات الاجساد من خلال ازياء الجنسين النساء والرجال .. ولقد لاحظت تطورا آخر يكتنف صناعة الاقمشة والاكسسوارات هو مواكبتها واخضاعها للتطور التكنولوجي وذلك في غزل ونسج اقمشة تساعد علي التكيف مع البيئة الخارجية المريحة للجسم البشري ..فهناك ملابس صيفية وشتائية وعديمة الحساسية وشديدة المرونة وتقوم بتنظيف نفسها ..واقمشة وخطوط موضة تتعامل مع جماليات البدانة والنحافة الجسدية ..الخ.
اما الجانب الاخر لتطوير الازياء فيظهر علي آفاق التصاميم والتفصيل والتي تلبي احتياجات من يرتديها لحمل ونقل مقتنياته ومتعلقاته من اجهزة تكنولوجية محمولة الي جانب المحافظ والشواحن والاسلاك وغيرها فهي في تزايد مستمر .. والدليل علي ذلك مانراه الان من تصاميم البنطلونات للجنسين متعددة الاغراض وذات احجام مختلفة في الجوانب والارجل ومن خلفها ومن امامها وتحمل جيوب سرية وعلنية وينطبق ذلك علي القمصان والمعاطف وغيرها ..الا انني لاحظت وللاسف الشديد ان الثوب السعودي او العربي لا زال تقليديا لم يطرا عليه تغيير جذري من حيث تلبيته للاحتياجات العصرية. صحيح ان التغيير الذي طرأ عليه كان ملفتا للنظر ان من حيث التصميم الخاص بالموضة الزخرفية او من حيث الالوان ..الا انه لا زال التعامل مع الزي السعودي والعربي يشكل تحديا في اعداده وتجهيزه للارتداء وذلك ينسرد علي الغترة والشماغ والعقال.
آباؤنا واجدادنا اوجدوا حلولا لمشكلة حمل نقودهم واوراقهم ومحافظهم وذلك بارتداء حزام يلف حول الوسط عدة لفات تحت الثوب ومصنوع من القماش يسمي الكمر او البقشة ..وبهذا امكنهم صناعة جيوب متعددة في هذا الحزام لدس نقودهم ومتعلقاتهم بين طياته وكلاهما اندثرا مع جيل الشباب في العصر الحديث
يا اصدقائي ..ان العالم يتغير وستتغير الازياء والملابس..فهناك ملابس مرصعة بحساسات ومجسات وزرائر الكترونية تراقب وترصد انفعالات الانسان وصحته وهناك ملابس تزينها الاضاءات عوضا عن الاكسسوارات ..وهناك اكسسوارات تكنولوجية تحل محل الهاتف والشاشات والريموت كونترول وتتشكل احجامها والوانها وفق الحالة النفسية للانسان وتتجاوب مع المؤثرات البيئية الخارجية وتتفاعل معها ..الخ..هذه الازياء هي الان في المراحل الاخيرة من التصميم والانتاج وفي طريقها الينا ..ولكنها صممت لتوائم الملابس الغربية ..كما نسميها؟ ! ولا زال الثوب والزي العربي عموما محرومان من هذا التطوير. ؟!
اسمحوا لي ان ادعوا الرائد المتألق دائما الاستاذ عدنان اكبر وغيره كثيرون من مصممي الازياء من الشباب .. رجالا ونساءا .. ان يضعوا لنا حلولا تطويرية لازيائنا حفاظا علي هويتنا العربية والا سنكون تحت رحمة العالمية والعولمة يوم تفرض مقدراتها علينا وتمحو احد ركائز هويتنا العربية ..حيث سيتجه العالم في اتجاه واحد وزي موحد وهوية عالمية واحدة.
التصنيف:
ااستاذي جميل طرحك على الدوام
ولكن اعتقد ان الثوب سيبقى على ما هو عليه وليس في حاجة للاخ عدنان اكبر فهو الساتر لجميع من لا يستطيع إخفاء ذلك عند لبس البنطال وتقليعاته
نعمً هناك إضافات الصديرية وياخبذا لو نعود للبس الجاكيت فوقه كما كنا وكما هو لبس اخواننا البمنيين
ولكن اي زخارف والوان على الثوب من قبل دور الازياء يفقده جماله واصالته
والله يرعاك