القاهرة – عمر رأفت
تتمتع العلاقات السعودية الروسية على مدى تسعة عقود مضت، بالتفاهم المشترك بين قيادتي البلدين، إدراكاً بأن المملكة وروسيا تمتلكان إمكانيات كبيرة في مختلف المجالات؛ الأمر الذي عزز من مكانة هذه العلاقات، وجعلها تتوسع في مجالات متنوعة تعود بالنفع لصالح الشعبين الصديقين؛ خاصة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
ولأهمية الدور الروسي في الشرق الأوسط في ظل الصراعات السياسية التي تشهدها المنطقة، جلست “البلاد” الى الخبير في العلاقات الدولية ، والمحاضر في معهد العلاقات الدولية بجامعة نيجنى نوفغورود الحكومية الروسية عمرو الديب، ليلقي المزيد من الضوء على اهمية هذه العلاقة.
كيف تقيم العلاقات السعودية الروسية ؟
العلاقات السعودية – الروسية تمر بمرحلة تاريخية غير مسبوقة، سيما بعد الزيارة الاخيرة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الامير محمد بن سلمان إلى روسيا وفي ذلك خير دليل على زيادة وتيرة قوة العلاقات المشتركة بين البلدين.
والعلاقات بين البلدين تتمحور حول الاتفاقيات الثنائية بشأن حجم الإنتاج اليومي من النفط في كل من البلدين، ومن المعروف أن روسيا ليست عضوا في منظمة أوبك، لذلك المملكة هي حلقة الوصل بين هذه المنظمة وروسيا للحفاظ على مستوى ثابت لأسعار النفط. أيضا حاليا هناك صندوق استثمار سيادي بقيمة ١٠ مليارات دولار بين البلدين، بالإضافة إلى استثمارات سعودية عملاقة في الاقتصاد الروسي و دخول شركات روسية أيضا في السوق السعودي، و هناك أحاديث عن مفاعلات نووية سعودية بتكنولوجيا روسية.
أيضا تهتم روسيا بشكل كبير بمشروع نيوم و تتمنى مشاركة شركاتها في هذا المشروع العملاق.
كيف ترى عودة العقوبات الأمريكية على إيران وهل يمكن أن نرى تحالفا روسيا إيرانيا من أجل النفط ؟
عودة العقوبات الأمريكية على إيران التى دخلت حيث التنفيذ سيكون لها آثار خطيرة على الاقتصاد الإيراني المتهالك. ومسألة استجداء دعم روسي لعمليات بيع نفط إيران، أمر بعيد المنال. فروسيا نفسها تقع تحت ضغوط عقوبات غربية ولن تستطيع خسارة حليفها النفطي المتمثل في قيادة المملكة من أجل إيران.
هل يمكن أن نرى تعاونا أكبر وعلى أصعدة مختلفة بين السعودية وروسيا خلال الفترة القادمة؟
طبعا هناك محور مهم جدا يتمثل في عقود الأسلحة الروسية للجيش السعودي، فبعد أن كانت السعودية تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الغربية، بدأت المملكة في تنويع مصادر السلاح ليواكب الجيش السعودي كل ما هو جديد في سوق السلاح. وهناك آفاق كبيرة للتعاون السعودي الروسي في مجالات عديدة وفي ملفات مهمة في الشرق الأوسط، على رأسها الملف اليمني، فروسيا تتفهم رغبة المملكة في حماية حدودها الجنوبية وحماية حرية الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وأبدت روسيا مرات عديدة جاهزيتها في لعب دور مكمل للدور السعودي في الأزمة اليمنية.