الرياض- البلاد
نظم المتحف الوطني مؤخرا محاضرة بعنوان “آثار محافظة البدع “، ألقها أخصائي الآثار والمتاحف بالمتحف الوطني وليد البديوي، وذلك في قاعة الممالك العربية بالمتحف الوطني.
واستعرض البديوي تاريخ وآثار محافظة البدع -غرب مدينة تبوك-، متطرقا إلى مسميات الواحة حيث عُرفت بمدين كموضع عند الجغرافي بطليوس في القرن الأول – الثاني الميلادي -، وذكرها المؤرخ فلافيوس، في القرن الأول الميلادي باسم (مديم) .وعُرفت مدين بهذا الاسم حتى العصر النبطي وبداية العصر الإسلامي، مبيناً أن القرآن الكريم ذكر (مدين)11 مرة كموقع وقوم.
وأوضح أن واحة مدين اشتهرت بأثرين بارزين الأول بئر السعيدني حيث توقف استخدام البئر في القرن العاشر الهجري واستبدل بحفائر كانت تحفر في وادي عفال، والثاني واجهات المدافن، مشيرا إلى تنوعها ومنها المزخرفة وغير المزخرفة أضافة الى المدافن والمقابر الأرضية التي وجدت بأعداد كبيرة.
وتناول البديوي المقابر والمدافن الموجودة في البدع، حيث احتوت على أكثر من “360” مقبرة فردية ومدافن أرضية جماعية ويتفق نمطها مع الفترة الهلنستية وهي الأقدم، و المدافن ذات الوجهات التي تحمل زخارف تتشابه مع ما هو موجود في البتراء ومدائن صالح.
وبين المحاضر أن أقدم المصادر الإسلامية التي ذكرت مدين هي “اليعقوبي” في القرن الثالث حيث ذكر بأنها مدينة عامرة، ووصفها أبي إسحاق الإصطخري في كتاب (المسالك والممالك) في القرن الرابع الهجري بأنها أكبر من تبوك، كما أشار “المقدسي” في القرن الرابع الهجري إلى مدين باسم (مدين شعيب)، وفي القرن السادس الهجري ذكرها الأدريسي أن معايشها ضيقة وتجارتها كاسدة بعد توقف طريق الحج المصري نتيجة للحروب الصليبية.
واستعرض أبرز الرحالة والمستشرقين الذين زاروا موقع البدع، منهم ادوارد دروبل، وهو أول أوروبي زار الموقع سنة 1822م وحددها على خارطة باسم (Beden ) وهو تحريف لأسم البدع ورسم واجهتين من واجهات المدافن، ثم المستشرق وليستد والرحالة الفنلندي جورج فالدين في القرن التاسع عشر، وفي عام 1852 م زارها الرحالة البريطاني ريتشارد بيرتون ثم زارها مرة أخرى في 1877 م على رأس بعثة من قبل الحكومة المصرية، كما زارها أ.موسل عام 1910م ونشر كتابه ” شمال الحجاز” ، وجون فيلبي ونشر وصف لهذه المدافن في كتابه ” أرض مدين”.