م.نبيل صالح صابر
نشأت في بيتنا في حارة المظلوم .. والكل يشارك في تربيتنا في البيت وفي الحارة وطبعاً في الكُتاب والمدرسة.
أول من اجتهد في تربيتنا الوالد والوالدة (حفظهما الله ورعاهما) وجميع أهل البيت من الأعمام والعمات وكل من يكبرنا …. ونحسب لهم ألف حساب!!
ما تقدر تسوي شقاوة إلا وتتمرص إذنك ويوصل ما اقترفت إلى كبار أهل البيت حتى لا تجرؤ على إعادتها واقتراف غيرها!!!
إلا أننا مازلنا ننتهي من واحدة وننغمس في أخرى!!!
كنت أختلف مع أولاد عمي وقد تصل إلى المضاربة وتزعل الوالدة …لكن زوجة عمي (رحمها الله) الحكيمة في أقوالها وأفعالها…. تقول للوالدة” وي يا أم نبيل الصغار دحين يتصالحوا ولا تزعلي نفسك ولا نخسر بعض”.
تخاصمت مع صبي عمي … وأعتقد إني عكيته علقة ….. وطبعاً راح أشتكاني على عمي …. الذي ماتردد في تأديبي لكي لا أتجرأ على الصبيان ومرص لي إذني ولطشني قلمين، وهددني قائلاً “أصمر إذنك هذه في الجدر….مو بس واحدة وكمان الثانية”!!!!
وطلعت أبكي عند أمي..ولمن طلع عمي بعد صلاة الظهر ماراً بباب مدخل بيت الوالد وزهم على الوالدة وقال لها “أشتكاني النخولي”!!! وردت عليه أبداً.. أبداً ما اشتكى… فقد كانت أمي الملجأ والملاذ دائماً وتدافع عني وعن أخواني وأخواتي ….. تدافع لكي لا نأكل العلقة…..جزاها الله خير الجزاء…
كنا إذا مر أحد الكبار وإحنا بنلعب كورة أو خلافه … نُوقِف إلين يمر …عشان لا نغبره ولا نزعجه… إحتراماً أو خوفاً من الشكوى!!!
ومرت عليَّ الأيام والليالي وأنا أتخيل ما سأعانيه لو صمر إذني في الجدر … طيب كيف لو صمر الإثنين معاً!!!!!
رحم الله من قام على تربيتنا
ونحمده تعالى على ماتركت تربيتهم من أثر في عدم الإعتداء على الآخرين…
*أُسَمِّر.. وأصمر(بالعامية) من التثبيت بالمسمار والمطرقة!!!!