جدة

عودة السينما.. الجزء الثاني.. سينما الأحواش

أحمد مصطفى زغبي

قبل خمسة وثلاثين عام كانت السينما في مدينة جدة تحديدا تمثل رافدا ترفيهيا وثقافيا وتعد جزءا من حياتها الاجتماعية فاكتسبوا من خلالها العديد من المعارف والموضات وكان بعض العوائل والاسر تفضل في افراحها ومناسباتها وجمعاتها مشاهدة فيلم او اكثر يتم عرضه في سطح البيت او المبيت او في مجالسهم الواسعة اذ يضرب شرشف ابيض من القماش علي الجدار بمثابة شاشة العرض
فيما يتم وضع ساتر أو تيزار ليفصل النساء عن الرجال وكانت العوايل عادة تفضل الافلام الاستعراضية والدرامية مثل ابي فوق الشجرة ونغم في حياتي وخلي بالك من زوزو وبمبة كشر ومن الجميل انه بعد انتهاء السهرة او المناسبة تعرض الاسرة نفس الفيلم لأكثر من مرة ليشاهده الجيران والصغار وإذا مانتقلنا الي سينما الأحواش المنتشرة في حارات جدة فكانت مخصصة للرجال فقط مكشوفة السقف ترتص بها كراسيي خشبية لاتزيد عن مئتين كرسي مواجهة لشاشة العرض وبها مكان مرتفع مخصص للمكنة المشغلة للأفلام نوع( آرسي).أو (بلهاور)ومكان آخر لبيع المرطبات والشاي والسندوتشات وفي البدايات الاولي لها يتم عرض فيلم واحد ابيض واسود بعد صلاة العشاء برسم دخول قيمته نصف ريال فقط للفرد الواحد اما في ليلة الجمعة يتم عرض فيلمين احدهما عربي مصري او لبناني والآخر اجنبي او هندي بريالين ثم ثلاث ريالات وأحيانا يعرض ثلاثة افلام بقيمة خمسة ريالات الي ان وصلت لعشرة وعشرين ريالا ايام الأعياد او في حالةالعرض الاول للفيلم وكان لملك الترسو فريد شوقي نصيب وافر من المشاهدين فهو النجم الاول لأدواره البطولية كما في فيلم الفتوة ورصيف نمرة خمسة وجعلوني مجرما وفيلم الأبطال فيما كان محمود المليجي لايحظي ابدا بمثل ذلك لإتقانه دور الشرير وكذلكً توفيق الدقن و من الحكايات الطريفة ان تم عرض فيلم صراع في الوادي والذي لاقي فيه فريد شوقي ضربا مبرحا مما اغضب الحضور وما أن جاء اليوم الذي يليه اذا بالحوش فارغ تماما فأستغرب صاحب السينما وسأل عن السبب فقيل له بأن المشاهدين زعلانين جدا من الضرب الذي ناله شوقي. فما كان منه الا ان أخذ علي نفسه عهدا بأن لايعرض أي فيلم حتي ولو فيه كلمة تنال من البطل الهمام فريد شوقي اما الافلام الأجنبية فكانت افلام إيطالية وأمريكية مترجمة ذات ال٣٢ملم ذات شاشة (سكوب ) وتتميز بوضوح االوانها والمؤثرات الصوتية المصاحبة لها مما ينال الاعجاب الشديد ومن أشهر تلك الافلام الفك المفترس. ورنقل الأعمي وعودة سباتا فيما كانت الافلام الهندية تتميز بطول فترة العرض ذلك انها تكون عادة من سبعة الي تسعة بكرات كما هو في فيلم شعلة وفيلم عمر اكبر وسيتا قيتا ومن اشهر احواش السينما في حارات جدة آنذاك :
١- البغدادية خلف شاورما شاكر سينما فؤاد جمجوم وهو أول من ابتدأ بسينما الأحواش في بداية الستينات الميلادية وله اربعة أحواش اضافة الي صالة مكيفة سنتعرض لها لاحقا بشيء من التفصيل ٢-حارة الشام سينما حمزة عامر وسينما عمر عميران الشهري وكان له حوشين احدهما في الزقاق الذي خلف بيت عمر باعشن والآخر جوار فندق التيسير ناحية بيت العصفور ٣-حارة اليمن سينما محمود البارودي استمر لفترة بسيطة وكان الدخول بريال واحد ٤-حي الشاطئ (السبخة ناحية الليمونادو ) سينما سراج سحاحيري ويذكر بأنه استضاف فريد شوقي ليلتقي مع جمهوره بعد عرض فيلم فتوات الحسينية وكان مفاجأة كبيرة لمحبيه الذين التفوا حوله غير مصدقين ٥-الهنداوية سينما محمد ابو صفية وسينما ابو شوشة امام حوش البلدية وسينما عَبَد الله يماني ٦-السبيل سينما الدرجً ل عمر غالي وسينما ابو صباع وسينما طه مغربي ٧-باب شريف سينما محمد سعيد الناشوقة ٨-الصحيفة سينما المحروقات ٩-العمارية سينما سفيان فطاني ١٠ -الشرفية سينما عبد الرحمن خليل امام قهوة الشباب ١١-الكندرة سينما صالح غنيم ١٢-الرويس سينما عمر خوتاني.
١٣- كيلو ٢سينما عبد الله حجازي
١٤- الكرنتينة سينما قاسم
وكان ابناء كل حارة يقومون عادة بأعمال التنظيف
والتجهيز والإذن بالدخول واستلام المعلوم فيما يقوم. الناضرجية أو العيون باعمال الحراسة وحفظ النظام
وايضا كان هناك عدد من الصالات والاندية الراقيةً سنتحدث عنها في الجزء القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *