دولية

تردي الأوضاع الاقتصادية .. نيران تحت عمائم الملالي

جدة ــ البلاد
دخلت طهران في دوامة اقتصادية الأشهر الأخيرة، مع تفاقم معدلات التضخم والبطالة، الأمر الذي ينذر بقرب حدوث انتفاضة ثورية ضد نظام الملالي، وباتت مهددا حقيقيا للرئيس الإيراني حسن روحاني.
ورغم استفادتها من الاتفاق النووي ورفع العقوبات جزئيا إلا أن إيران عانت عبئا اقتصاديا ضخما، حيث أن الغلاء وانخفاض سعر عملتها أسهما في تردي الوضع المعيشي للفرد، ما أدى إلى رفع عدد الإيرانيين تحت خط الفقر إلى أكثر من 11 مليون فرد، فى وقت تواصل فيه طهران دعم وتمويل التنظيمات الارهاربية.
وارتفعت معدلات البطالة إلى نحو 14.5%، مما شكل مصدرا كبيرا للقلق العام في البلاد، الأمر الذي دفع روحاني لإطلاق وعود اقتصادية تضمنت إدخال 840 ألف شخص سوق العمل خلال العام المقبل، وهو ما استبعد حدوثه المحللون والمتابعون للشأن الإيراني، حيث أكدوا أن النظام الإيراني يواجه ضغوطا لتعزيز النمو الاقتصادي وإيجاد وظائف، بعدما أخفق في تحسين مستويات المعيشة بالقدر المأمول بعد رفع العقوبات الأميركية. وتزايدت الأوضاع الاقتصادية في إيران سوءا نتيجة هدر الأموال على الميليشيات الإرهابية التي زرعتها في كل من لبنان، والعراق، وسورية، واليمن، إضافة إلى الحرس الثوري داخليا ومشروعها النووي، الذي كان له الأثر الأكبر في تردي الأوضاع.
فيما شهدت الفترة الماضية العديد من المظاهرات الرافضة والفاضحة لانتهاكات نظام الملالي في طهران سواء في داخل إيران أو خارجها، وتنوعت تلك المظاهرات بين الرافض للانتهاكات والرافض للفساد الذي يحصد أرواح الإيرانيين.
ففي يناير الماضي تظاهر ما يقرب من مليوني إيراني أثناء تشييع جنازة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان يخشاه الجانب المتشدد في النظام باعتباره معارضا براجماتيا.
وطالب الإيرانيون، خلال الجنازة التي تحولت إلى مظاهرة حاشدة، بالإفراج عن القادة المحتجزين قيد الإقامة الجبرية في منازلهم.
وفي مارس تظاهر المعلمون الإيرانيون داخل العاصمة طهران، للتنديد بحبس نقيب المعلمين الإيرانيين إسماعيل عبدي، والاحتجاج على سوء أوضاعهم المعيشية، وتدني رواتبهم والتمييز.
وتظاهر المئات الشهر الماضي لتنديد بالإهمال الحكومي والفساد التي أدى إلى مقتل المئات وتشريد 12 ألف أسرة بعد الزلزال الذي ضرب غرب إيران مؤخرا، واعترفت الحكومة على لسان الرئيس الإيراني بوجود فساد تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا.
كما تصاعدت في الشهر الجاري الاحتجاجات الطلابية على نظام خامنئي في إيران، مما اضطر النظام إلى إعلان الخميس 7 ديسمبر عطلة رسمية في جميع الجامعات الإيرانية؛ للحيلولة دون حدوث شرارة انتفاضة جديدة كما حدث عام 2009، طلاب الجامعات احتجوا على الفساد والنهب الشامل والفقر والبطالة والأمراض الاجتماعية. ففي سبتمبر تظاهر المئات من أبناء الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، بالتزامن مع إلقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، كلمته أمام الاجتماع الثاني والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وانتقد المتظاهرون الصمت العالمي حيال الإعدامات وانتهاكات حقوق الإنسان المروعة في إيران، مطالبين المجتمع الدولي بإدانة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران ووقف الإعدامات، بعد أن تم إعدام أكثر من 3100 شخص في إيران في عهد رئاسة روحاني، وكذلك محاسبة مرتكبي مجزرة إعدام آلاف السجناء السياسيين في العام 1988.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *