بلا مزايدات .. كف الأذى يكفي

• محمد الجهني

لا يشك عاقل بأهمية مسرى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أولى القبلتين وثالث الحرمين في قلوب المسلمين كافة والسعوديين على وجه الخصوص فالمملكة العربية السعودية دفعت أثماناً باهظة نتيجة لمواقف ثابتة لم تتبدل من القضية الفلسطينية برمتها والقدس على وجه التحديد بل قدمت الحلول واستضافت الفرقاء في بيت الله الحرام وحاولت ترميم الخلافات الفلسطينية الفلسطينية المرة تلو الأخرى وسخرت المنابر العالمية مجتمعة لخدمة القضية ولهذا دفع رموز وقادة المملكة ارواحهم فداء للقدس، وما استشهاد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه عنا ببعيد، بل أن المملكة لا زالت دون مزايدة وشعارات براقة وهمية وستظل ثابتة راسخة على مواقف مشرفة فلم يرفرف العلم الاسرائيلي على أراضيها قط ولم يصافح مسئولوها النافذون من اصحاب القرار محتلا واحدا ولم تعقد صفقات مع من لا زالت تسميه العدو الصهيوني المحتل بل لم يبتسم سعودي واحد في وجه محتل ولم تفتح مكاتب ولم تلتف على المبدأ الراسخ حتى تاريخه.
لا يأتي من يشكك بأدوار المملكة ويحملها وزر تخاذل اصحاب القضية على نحو شهدناه عيانا بيانا دون دواعي تفصيلية فلن يقبل عاقل التسويق الرخيص للأحقاد على المملكة وزج اسمها عنوة في كل كبيرة وصغيرة وكأنها المسئول الأول والأخير عن مواقف دول العالم ورؤاهم او القادرة على تحويل المشاهد السياسية العالمية أو المتحكمة بما يقال وما يذاع وما ينشر وما يقرر.
صحيح ان قدر الكبار والمملكة العربية السعودية دولة كبيرة مواقفها ثابته راسخة لم تتبدل قيد انملة وصحيح أن ما نسمع من اصوات نشاز تعكس ثقافة البعض وتؤصل لإشعال فتيل الخلاف عبر سكب الزيت على النار في ظاهرة مفتعلة مستمرة مع شديد الاسف لكن الأصح أن من يقود الحملات هو من لا يريد رحيل المحتل فأهداف مشعلي الحرائق لا تتجاوز صرف النظر عن القضية بل تصب في مجملها لصالح العدو بعد ان ثبت بالفعل بأن هناك فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم والمملكة وشعبها مثال صارخ لإثبات المعادلة الصعبة بكل ما فعلت وتفعل على امتداد عمر القضية ام القضايا العربية والاسلامية وسط امواج الابتسامات والقبلات وافتتاح السفارات والمكاتب التنسيقية ورفع الأعلام ومئات اللقاءات والتفاهمات المهينة وكثير من التبادلات التجارية التي بلغت حد تزويد المحتل بالغاز.
القدس محتلة وتحريرها لا يتحقق باستنكار قرارات مؤيدي المحتل منذ ان نشأت بذرة الاحتلال ويكفي ان نعلم بأن نصف اعداد الفيتو الامريكي حتى تاريخه اطلق لصالح اسرائيل والسفارات أيا كانت لن تضفي شرعية على الاحتلال أما الأفكار فيجب ان تنصب للتعاون على ازاحة كابوس الاحتلال عوضا عن تحميل اطراف مواقفها ساطعة كالشمس للخروج من مآزق الحرج تلو الحرج وعلى الحكماء في فلسطين نفسها والفلسطينيين خارجها استمرار العمل لتحريرأرضهم المحتلة فلديهم دون شك مقومات النجاح في ظل عدالة القضية ودعم العالم الاسلامي وكثير من دول العالم الحر لمبتغاهم بعيدا عن اليأس الذي حول البعض للاستجابة للمبتغى الصهيوايراني القائم على “فرق تسد” في ظاهرة مكررة مصنوعة ذات اهداف تدميرية تؤصل للاحتلال وتصرف الأنظار عن جرائم المحتل.
لسنا بصدد التذكير بالمساعدات المالية المليارية والعينية والإنشائية والاجتماعية والسياسية التي قدمتها المملكة للأشقاء في فلسطين المحتلة منذ عهد المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ويكفينا كف الأذى والانصاف مقدرين للشرفاء فقط ما لمسنا من مروءة واعدادهم تفوق الملايين داخل حدود الخليج العربي آمنين مطمئن لا يسكنون المخيمات بل يتقاسمون مع ابناء الخليج لقمة العيش وينعمون برغد الحياة وعلينا ان لا ننتظر جزاءً ولا شكوراً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *